عمر الشريف وهال سيتي.. من شغف السينما إلى عشق المدرجات

لم يكن النجم العالمي عمر الشريف مجرد ممثل موهوب سطع نجمه في هوليوود، بل كان أيضًا عاشقًا لكرة القدم، وهو ما ظهرفي قصته الغريبة والمثيرة مع نادي هال سيتي الإنجليزي، الذي أصبح أيقونة لجماهيره رغم كونه بعيدًا عن أضواء الدوريات الكبرى في فترة طويلة من تاريخه.

تعود جذور القصة إلى عام 1968، عندما كان عمر الشريف يصور فيلمه الشهير دكتور زيفاجو في باريس، حيث شارك السكن مع الممثل الإنجليزي توم كورتيناي، الذي كان عاشقًا متيمًا بهال سيتي و كان كورتيناي يحرص كل يوم أربعاء على متابعة نتائج فريقه عبر الهاتف، وهو ما أثار فضول الشريف، ليتحول الاهتمام التدريجي إلى شغف حقيقي، حتى أصبح من أكثر المتابعين للنادي.

في الوقت نفسه، كانت هناك قصة أخرى تتشكل في مدينة هال، حيث اضطر رجل الأعمال المصري عاصم علام إلى مغادرة مصر بعد خسارته أمواله بسبب عملية احتيال و بدأ رحلته في إنجلترا كعامل في الميناء، ثم كعامل لحام، قبل أن يدرس الاقتصاد ويحصل على الدكتوراه، ليصبح لاحقًا أحد أبرز رجال الأعمال في المملكة المتحدة، ويقرر شراء نادي هال سيتي عام 2010.

عندما دعت جامعة هال عمر الشريف لمنحه الدكتوراه الفخرية، وافق للمرة الأولى بسبب ارتباطه العاطفي بالنادي و عند وصوله، فاجأه علام بخبر استحواذه على النادي، ودعاه إلى العشاء في ملعب الفريق، ليطلب منه الشريف دعوة صديقه توم كورتيناي وأسطورة النادي كين واجستاف، وهو ما تحقق بالفعل.

تحت قيادة علام، شهد هال سيتي أزهى فتراته، حيث صعد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين، وتأهل إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، بل وشارك في الدوري الأوروبي لأول مرة في تاريخه، وكان المصري أحمد المحمدي قائدًا للفريق خلال تلك الفترة.

ظل عمر الشريف مشجعًا وفيًا لهال سيتي حتى آخر أيامه، حيث حضر نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ضد أرسنال في ويمبلي عام 2014، وكان محط أنظار الجماهير التي هتفت له وطلبت توقيعاته وعند وفاته عام 2015، وقف جمهور هال دقيقة صمت تكريمًا له، ورفعوا علمًا يحمل صورته في المدرجات، بينما عرض النادي صورته على شاشات الملعب.

حتى اليوم، يظل اسم عمر الشريف محفورًا في ذاكرة مشجعي هال سيتي، ويُعرض لقاء قديم له كل عام في ذكرى وفاته، ليبقى رمزًا خالدًا في تاريخ النادي والمدينة.