رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس مجلس التحرير
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
معتز سليمان

ترامب يهدد اللاجئين الأوكرانيين في أمريكا.. وإدارته: رسالة ذهبت بالخطأ

لاجئون أوكرانيون
لاجئون أوكرانيون

في تطور صادم، تسبب في موجة من القلق والارتباك بين أوساط اللاجئين الأوكرانيين في الولايات المتحدة، أرسلت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية رسائل بريد إلكتروني تخبر فيها عددًا من الأوكرانيين بأن وضعهم القانوني قد تم إلغاؤه، وأن عليهم مغادرة البلاد في غضون 7  أيام، لكن الوزارة عادت وأكدت لاحقًا أن تلك الرسائل أُرسلت عن طريق الخطأ.

وجاء في الرسائل التي تلقاها اللاجئين الأوكرانيين، الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة ضمن برنامج البارول الإنساني، الذي أُطلق في عهد الرئيس السابق جو بايدن، عبارات شديدة اللهجة تفيد بأن الحكومة الفيدرالية ستتخذ إجراءات قانونية ضد من لا يغادر، وأن "الحكومة الفيدرالية ستعثر عليكم".

وعلى الرغم من تراجع إدارة ترامب عن موقفها من الرسائل، إلا أن وقعها كان كبيراً على اللاجئين الأوكرانيين الذين فرّوا من الحرب الروسية الأوكرانية، ووجدوا في الولايات المتحدة ملاذاً آمناً خلال السنوات الماضية.

 إثارة الذعر بين اللاجئين

من جانبها كشفت وكالة «رويترز» عن تفاصيل الحادثة، ونقلت عن إحدى اللاجئات، والتي لا يزال وضعها القانوني ساريًا حتى العام المقبل، أنها انهارت بالبكاء فور تلقيها الرسالة.

فيما قالت أنجيلا بولينز، رئيس منظمة «IA NICE» غير الربحية في ولاية آيوا، والتي ترعى عددًا من اللاجئين الأوكرانيين، إنها علمت بحالتين على الأقل تلقتا الرسالة، إحداهما لامرأة حامل، ووصفت الوضع بأنه "حالة من الذعر التام بين العائلات".. وقالت بولينز: "إنه بريد إلكتروني مرعب..كل العائلات التي نرعاها أصيبت بالذعر"..

 رسالة بالخطأ إلى اللاجئين الأوكرانيين

لاحتواء الموقف المتأزم بعد الرسائل البريدية، أصدرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية بيانًا في 4 أبريل 2025، قالت فيه: "شروط برنامج البارول كما تم إصدارها في الأصل لا تزال سارية في الوقت الحالي»، في تراجع صريح عن الرسالة السابقة التي أُرسلت في الثالث من أبريل والتي جاء فيها: «إذا لم تغادر الولايات المتحدة على الفور، فستكون عرضة لإجراءات إنفاذ القانون التي ستؤدي إلى ترحيلك من البلاد.. مرة أخرى، وزارة الأمن الداخلي تنهي وضع البارول الخاص بك، لا تحاول البقاء في الولايات المتحدة".

اقرأ أيضا..

رغم الحرب.. روسيا تحتل المرتبة الثانية بين أكبر مصدري الأسلحة عالميا

وربما ساهم هذا التوضيح في إعادة الأمور لنصابها، لكنه رغم ذلك تسبب في ضرر نفسي كبير، خاصة في ظل التوجهات العامة لإدارة ترامب الحالية.

أمريكا تدرس إلغاء الوضع القانوني للأوكرانيين

هذا الخطأ غير المقصود، يأتي في وقت حساس، إذ كانت «رويترز» قد ذكرت في تقرير سابق لها مارس الماضي، أن إدارة ترامب تدرس فعليًا إلغاء الوضع القانوني المؤقت لحوالي 240 ألف أوكراني دخلوا الولايات المتحدة منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022.

بل وصرح الرئيس ترامب نفسه في مارس الماضي، أنه سيحسم قريبًا قراره بشأن الإبقاء على هذا الوضع المؤقت أو إلغائه، ما يضيف مزيداً من الغموض حول مستقبل آلاف اللاجئين الأوكرانيين.

 توتر العلاقات بين البيت الأبيض والمهاجرين

ألقت الرسائل المثيرة للجدل بظلالها على العلاقات بين البيت الأبيض والجاليات الأوكرانية في أمريكا، فضلًا عن الجمعيات والمنظمات الداعمة للاجئين.

اقرأ أيضا..

العالم يترقب.. هل تضع مكالمة بوتين وترامب حدًا للحرب؟

وفي الوقت ذاته أثارت الرسائل تساؤلات حول مدى استعداد الإدارة الجديدة للالتزام بسياسات الحماية الإنسانية التي أرستها إدارة بايدن، خاصة في ظل تأكيدات ترامب السابقة بأنه سيُعيد النظر في «كافة البرامج التي أضعفت أمن الحدود الأمريكية»، على حد قوله.

فيما يخشى مراقبون من أن تكون الرسائل، رغم إعلانها كخطأ، بمثابة اختبار لرد الفعل العام، تمهيدًا لسياسات أكثر تشددًا في المستقبل القريب.

سريان "برنامج البارول"

حتى الوقت الحالي، تظل الشروط الأصلية لبرنامج البارول الإنساني سارية المفعول، ويُسمح لـ اللاجئين الأوكرانيين بالبقاء في البلاد، غير أن مصيرهم النهائي لا يزال غامضًا، بانتظار ما سيقرره ترامب خلال الأسابيع المقبلة، ما يترك أكثر من ربع مليون لاجئ في حالة ترقب دائم.

فيما شكك البعض في أن الرسائل لم تكن مجرد خطأ بيروقراطي عابر، بل هي ربما مقدمة لتحول كبير في سياسة الهجرة الأمريكية تجاه ضحايا الحروب.

تم نسخ الرابط