عيد الشرطة الـ 76.. من هو فؤاد سراج الدين صاحب قرار معركة 1952؟
في عام 1952، كانت الأمور تسير بشكل طبيعي داخل مديرية أمن الإسماعيلية، حتى طلب القائد البريطاني بمنطقة القناة من رجال الشرطة المصريين تسليم كل أسلحتهم للقوات البريطانية ومغادرة المبنى وتسليمه لهم، وذلك بسبب دعم الشرطة المصرية للفدائيين.
وكان فؤاد باشا سراج الدين، وزير الداخلية آنذاك، هو أكبر داعم للفدائيين في الإسماعيلية، حيث كان يوفر لهم الأسلحة لمواجهة الاحتلال الإنجليزي في واحدة من أروع صور التكاتف والوحدة بين الشرطة والشعب في التصدي للاحتلال الإنجليزي الغاشم.
الهدف من تسليم مديرية الأمن
كان الهدف من تسليم مقر مديرية الأمن والمحافظة هو تفريغ منطقة القناة من رجال الشرطة الذين كانوا يقدمون الدعم للفدائيين، إذ أراد الاحتلال في ذلك الوقت أن ينفرد بالفدائيين من خلال إخلاء قوات الشرطة من المحافظة بالكامل، لكن رجال الشرطة كانوا على علم بذلك، ورفضوا تسليم السلاح أو المبنى لقوات الاحتلال.
سوف نقاتل لآخر جندي وآخر طلقة
عندما تلقى الضابط المصري اليوزباشي مصطفى رفعت، مسؤول الاتصال، رسالة قوات الاحتلال بتسليم مبنى المحافظة والمديرية، اتصل على الفور بوزير الداخلية فؤاد باشا سراج الدين لإطلاعه على قرار الاحتلال بتسليم السلاح وتسليم المديرية والمحافظة، منتظرا تعليماته في كيفية التصرف إزاء هذا المطلب الذي يمثل امتهانا للكرامة المصرية.
وهنا كانت اللحظة الفارقة، حيث استمع فؤاد باشا سراج الدين إلى حديث الضابط المصري، ثم قال بلا تردد: "قاتلوا ولا تستسلموا حتى آخر جندي وآخر طلقة"، وبالفعل قامت قوات الشرطة بتنفيذ الأمر على أكمل وجه ممكن، ونجت في أن تتصدى للعدوان بسلاح خفيف هو البندقية القديمة والمسدس الساقية القديم.
واستغل الاحتلال هذا الأمر بنشر دباباته وعرباته المصفحة عند مقر مديرية الأمن، وبدأت قوات الاحتلال الغاشم بإطلاق القنابل دون توقف على رجال الشرطة لمدة زادت عن الثلاث ساعات.
أبطال أدى لهم العدو التحية العسكرية
ورغم أن المعركة كانت غير متكافئة، إلا أن رجال الشرطة انتصروا على العدو، وأكدوا للعالم أن الجندي المصري لا يستسلم، وإن كان الثمن حياته.
وسجل التاريخ الوطني هذه المعركة بحروف من نور.
وبعد أن سقط 50 شهيدا وأصيب 80 جريحا، انتهت المعركة.
وبسبب بسالة رجال الشرطة في المعركة، أدى قائد القوات البريطانية التحية العسكرية.