يوسف ضحية الإهمال الطبي في مدينة نصر: «الدكتور حولني لفأر تجارب».. خاص
قال الشاب "يوسف"، ضحية الإهمال الطبي داخل مستشفى بمدينة نصر، إن الطبيب الذي تسبب له في حدوث مضاعفات وتآكل في العظام بسبب بكتيريا خلال إجراء عدة عمليات جراحية، استخدمه كـ"فأر تجارب" بدلا من إنسان، حيث أجرى العمليات دون تحضير طبي جيد لها.
وأضاف الشاب في تصريحات خاصة لـ"تفصيلة": "نفسي أرجع زي الأول، أنا حاليا بتعالج عند أطباء جامعة القاهرة، وهم اللي لحقوا رجلي قبل ما تنقطع خالص".
وفي وقت سابق، قالت والدة الضحية إن نجلها كان طالبا في السنة الأولى بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وكان شابا محترما لا يشغل باله سوى الحصول على الرزق الحلال لمساعدتها في ظروف الحياة القاسية.
وأضافت أنها قررت دخول معترك الحياة مبكرا بعد أن تركهم والدهم ولم يسأل عنهم لمدة 20 عاما.
وتابعت الأم: "في أحد الأيام، وخلال توجه يوسف ابني إلى العمل في أحد المناطق بمحافظة الجيزة، تعرض مع اثنين من أصدقائه لحادث دهس مروع أسفل عجلات سيارة ملاكي، تسببت له في كسور بالفخذ وشرخ في الحوض، وجرى نقله على إثرها إلى مستشفى الشيخ زايد التخصصي، وعندما علمت بذلك هرولت مسرعة نحو المستشفى، إلا أن مفاجأة غير سارة كانت في انتظاري، حيث أخبرتنا إدارة المستشفى بعدم وجود طبيب يجري عملية لابني".
سمسار بني آدمين
وأردفت الأم: "لم أفكر في الأمر وقمنا بنقله إلى مستشفى الحسين بالقاهرة، وحينها تعرضت لصدمة أخرى، حيث أخبرونا أن العملية لن تتم إلا في الصباح بسبب أعمال التجديد والتطوير داخل المستشفى. وحينها ظهر أمامنا شخص عرف نفسه باسم "أبو كريم" وقال لنا: "فيه مستشفى كويسة أنا عارفها، هتعمل لكم العملية دلوقتي"؛ وقتئذ كنت مثل الغريق الذي يبحث عن أي طوق نجاة حتى أنقذ ابني من الألم، فقررنا التوجه إلى مستشفى "الهدي والنور" الكائنة بنطاق قسم شرطة مدينة نصر أول، وعندما وصلنا، التقينا بطبيب يُدعى "جمال" الذي أخبرني بضرورة دخول ابني غرفة العمليات على الفور، وفي تلك اللحظة لم يعترض أحد، ودخل ابني العمليات وخرج؛ استغربت أنه أجرى العملية بدون فحوصات أو تحاليل للمريض، وقتها دفعت مبالغ مالية كبيرة بسبب تكاليف العملية، ولكن في صباح اليوم التالي ظهرت على ابني أعراض سخونة وألم في مكان العملية، وعند التحدث مع الدكتور جمال الذي أجرى العملية، أخبرني بضرورة شراء مضادات حيوية غالية الثمن، ولم أتردد في شرائها".
بركة من الدماء
وأوضحت الأم: "استمر الوضع عدة أيام، قمت خلالها بجمع أنواع المضادات الحيوية من الصيدليات ووقعت في فخ النصب من قبل العديد من العاملين في المستشفى، الذين استغلوا حالتي وأخذوا مبالغ طائلة لشراء أدوية لخفض حرارة ابني، حتى في أحد الأيام، التقيت بطبيب يُدعى عبد الرحمن، وطلبت منه أن يدخل للكشف على ابني الذي كان يصارع الموت داخل الغرفة، وعند الكشف عليه، كتب لي روشتة أدوية جديدة قمت بشرائها، وعندما عرضت الحالة على مالك المستشفى واستدعاء "جمال" (الجزار الذي دمر حياة ابني)، قال إنه يجب إجراء عملية جديدة، وبعدها تدهورت حالته الصحية، وفي أحد الأيام قال لي الدكتور عبد الرحمن إنه سيأخذ ابني لتنظيف الجرح. وعندما دخلت الغرفة، وجدت بركة من الدماء والصديد، وعندما رأيته لم أتحمل ودخلت في حالة هياج، ابني خرج من الغرفة وهو يصرخ ويقول لي: "هموت يا ماما من شدة الألم".
واستطردت الأم: "خرجت إلى الشارع وطلبت الشرطة التي حررت محضرا بالواقعة، وبعدها قال الدكتور حسام صاحب المستشفى: ”أنا ممكن أجيب لك ستات هنا تبهدلك"، وأقاموا بعض التدخلات العلاجية، ومكث ابني داخل هذه المستشفى لمدة 4 شهور دون فائدة، ما أسفر عن إصابته بمكروب وتسمم في الدم؛ حتى الشرايح التي ركبوها له تسببت في تسوس العظام، ودخلنا في عدة مشاكل طبية".
وأردفت والدة المجني عليه: "ذهبنا إلى أطباء جامعة القاهرة، وكثر خيرهم، فقد صعبت عليهم حالة ابني ووافق الدكتور أحمد على قرار علاجه رغم خطورة حالته الصحية، وقاموا بجمع تبرعات له حتى يتم شراء مستلزمات بعض العمليات والدماء التي تسببت في إصابته بتسمم في الدم وبكتيريا".
وتابعت: "توجهت إلى الشرطة مرة أخرى وقررت تحرير محضر، ووجدت أحد الضباط برتبة كبيرة يطلب من الضباط إغلاق هذه المستشفى بسبب كثرة قضايا الإهمال الطبي التي تحدث بداخلها، وتحولت القضية إلى النيابة، وبعدها حاول صاحب المستشفى المدعو حسام وجمال إرسال أطراف للصلح مقابل التكفل بعلاج ابني أو دفع مبالغ مالية لنا، لكنني رفضت وقلت لهم: ”أنا صرفت مليون جنيه استلفتها عشان أنقذ ابني من العذاب والمرض، والناس دي بتاجر في أرواح البشر، ومشغلين ناس كتير زي أبو كريم ده لاستدراج المرضى من داخل المستشفيات".
وناشدت والدة يوسف المستشار محمد شوقي، النائب العام، بالوقوف معهم حتى تحصل على حق نجلها الذي بات طريح الفراش بسبب إهمال مجموعة من الأشخاص هدفهم جمع الأموال على أجساد الغلابة.