رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس مجلس التحرير
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
معتز سليمان

أزمة "بيض" تهز أمريكا.. والدجاج السويدي يربك حسابات ترامب (فيديو)

طبق بيض في إحدى المتاجر
طبق بيض في إحدى المتاجر في الولايات المتحدة

في مشهد لم يتوقعه أحد، تواجه الولايات المتحدة الأمريكية أزمة غير مألوفة، لكن تأثيرها كان مدوّيًا: نقص حاد في البيض، جعل الأمريكيين يصطفّون في طوابير طويلة، وكأنهم يبحثون عن سلعة نادرة أو دواء منقذ.

ومع ارتفاع الأسعار وندرة المعروض، بدأ البعض يتساءل: هل أصبح البيض في أمريكا سلعة استراتيجية؟

كيف بدأت الأزمة؟

الأزمة لم تأتِ من فراغ. البداية كانت مع تفشّي إنفلونزا الطيور في أواخر عام 2024، وهو ما تسبب في نفوق أكثر من 10 ملايين دجاجة، وانخفاض الإنتاج المحلي للبيض بنسبة وصلت إلى 20%.

ومع اقتراب عيد الفصح، الذي ترتفع فيه معدلات استهلاك البيض بشكل جنوني، تفاقمت الأزمة، وأصبح البيض يُباع بأسعار خيالية، وصلت إلى 9.5 دولارات للدزينة، بعد أن كانت لا تتجاوز 3.5 دولارات فقط!

تدخل السويد يقلب الطاولة

وسط هذه الأزمة، كانت الولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على الاستيراد من الخارج، خاصة من السويد وتركيا. لكن المفاجأة أن شركة (Svenska Ägg) السويدية – إحدى أكبر مُصدّري البيض في العالم – أعلنت بشكل مفاجئ وقف تصدير البيض إلى أمريكا.

السبب، هو الطلب المحلي والأوروبي المرتفع بسبب عيد الفصح، على حد قول الشركة.

لكن التوقيت يثير الكثير من علامات الاستفهام، خاصة وأن القرار جاء بعد أيام فقط من إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على المنتجات الزراعية الأوروبية.

وبينما لم تصرّح السويد أن قرارها جاء ردًا مباشرًا على سياسات ترامب، إلا أن مراقبين يرون فيه "رسالة سياسية اقتصادية ناعمة" من أوروبا إلى واشنطن.

رفوف فارغة.. وسقف أسعار!

المشهد في المتاجر الأمريكية أصبح غريبًا: البيض نادر الوجود، وأسعاره تحلّق في السماء، وبعض المتاجر وضعت حدًا أقصى للشراء لكل زبون، لمنع تخزين الكميات أو المضاربة بالأسعار.

حتى أن بعض المواطنين شبّهوا ما يحدث بـ"أزمات دول العالم الثالث"، وهي مفارقة ساخرة بالنظر إلى أن أمريكا لطالما اعتبرت نفسها فوق مثل هذه الأزمات.

أزمة تتجاوز البيض!

هذه الأزمة، وإن بدت بسيطة في ظاهرها، تعكس هشاشة بعض سلاسل التوريد العالمية، وتعقيدات العلاقات التجارية الدولية، خاصة حين تدخل السياسات والضرائب والرسوم الجمركية على الخط.

والأهم، أنها تُظهر كيف أن سلعة بسيطة كـ"البيض"، قد تُربك أقوى اقتصاد في العالم.

تم نسخ الرابط