مشروع "ربط البحرين".. نقلة لوجستية ضخمة تضاعف التجارة وتفتح أبواب الاستثمار الخليجي (فيديو)

في تحرك استراتيجي يعكس طموحات القاهرة في إعادة تموضعها كمركز لوجستي عالمي، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن مشروع ضخم يستهدف الربط البري بين البحر الأحمر والبحر المتوسط عبر 7 محطات لوجستية كبرى، في خطوة من شأنها مضاعفة حجم التجارة الإقليمية والدولية المارة عبر الأراضي المصرية.

جاء هذا الإعلان خلال زيارة رسمية للرئيس السيسي إلى الدوحة، حيث التقى بعدد من كبار المسؤولين القطريين وممثلي مجتمع الأعمال، في حوار اقتصادي موسّع أكد خلاله الجانبان حرصهما على تعزيز الشراكة الاستثمارية بين مصر وقطر، خصوصًا في قطاعات النقل واللوجستيات.

شريان بري يربط بين البحرين

أكد الرئيس السيسي أن المشروع يتضمن إنشاء سبع محطات لوجستية متطورة، موزعة بطريقة استراتيجية لربط الموانئ المصرية على البحرين الأحمر والمتوسط، ما يسهل حركة نقل البضائع ويعزز التكامل بين الموانئ والمنظومة اللوجستية الحديثة.

المشروع، وفق تصريحات السيسي، يمثل ركيزة أساسية في رؤية الدولة لتحويل مصر إلى محور تجاري إقليمي ودولي، ويأتي في إطار خطط شاملة لتحديث الموانئ، وتطوير شبكة الطرق والسكك الحديدية المرتبطة بها.

اهتمام واضح بالشراكة

اللقاء الذي عُقد في الدوحة ضم عددًا من كبار المسؤولين القطريين، من بينهم: الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، وزير المالية علي بن أحمد الكواري، وقيادات بارزة من غرفة تجارة وصناعة قطر، وممثلون عن كبرى الشركات القطرية.

وقد أبدى الجانب القطري اهتمامًا كبيرًا بالمشروع، وبحث الجانبان فرص الاستثمار المشترك في المناطق الاقتصادية والموانئ المصرية.

السيسي: تجاوزنا المرحلة الصعبة.. والفرص واعدة

أوضح الرئيس السيسي أن مصر تخطت تحديات اقتصادية كبيرة بفضل برنامج إصلاح اقتصادي شامل، وأشار إلى تحسن بيئة الاستثمار في البلاد، مع ضمان حرية تحويل الأرباح بالعملة الأجنبية، وتفعيل نظام "الشباك الواحد" و"الرخصة الذهبية" لتسريع الإجراءات وتسهيل دخول الاستثمارات.

ودعا السيسي المستثمرين القطريين إلى الاستفادة من التطوير الواسع للبنية التحتية المصرية، لاسيما في مجال الخدمات اللوجستية الذي يشهد توسعًا ملحوظًا.

محاور استثمار إضافية

لم يقتصر الحديث على اللوجستيات فقط، بل كشف الرئيس المصري عن خطط طموحة لرفع عدد السياح إلى 30 مليون سائح سنويًا، مؤكدًا أن الإمكانيات السياحية المصرية تؤهلها لتحقيق هذا الهدف.

كما عرض السيسي فرصًا واعدة في قطاع الزراعة، بعد تجهيز نحو 2 إلى 3 ملايين فدان للاستصلاح، إلى جانب فرص استثمارية في مجال صناعة السيارات الكهربائية، مستفيدًا من البنية الصناعية المتقدمة والطلب المتزايد على المركبات الصديقة للبيئة.

يعزز موقع مصر في خارطة التجارة العالمية

يرى خبراء أن المشروع الجديد لربط البحرين الأحمر والمتوسط يمثل تحولًا نوعيًا في البنية التحتية المصرية، ويرفع من جاذبية البلاد كوجهة للاستثمار الإقليمي والدولي، في وقت تتنافس فيه دول المنطقة على لعب أدوار محورية في سلاسل الإمداد والتجارة العالمية.

السؤال المطروح الآن: هل تنجح مصر في استثمار هذه النقلة اللوجستية لقيادة اقتصاد المنطقة؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.