جحيم في فرنسا.. تفاصيل تحول السجون إلى ساحة حرب مفتوحة

في مشهد يُذكّر بسيناريوهات أفلام الجريمة المنظمة، استيقظت فرنسا فجر اليوم على وقع سلسلة هجمات متفرقة استهدفت عددا من السجون في مناطق مختلفة، في واحدة من أعنف الهجمات التي طالت المنشآت العقابية في البلاد منذ سنوات، الهجمات التي وصفتها وسائل الإعلام الفرنسية بـ"المُنسّقة والممنهجة"، أثارت حالة من الذعر في الأوساط الأمنية والسياسية، وأعادت إلى الواجهة الحديث عن تصاعد نفوذ الشبكات الإجرامية المرتبطة بالاتجار في المخدرات داخل الأراضي الفرنسية.
دارمانان في قلب الحدث: تولون تحت المجهر
وفي أول ردّ فعل رسمي، أعلن وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان عن توجهه إلى مدينة تولون جنوب البلاد، حيث شهد السجن المركزي هناك واحدة من أخطر الهجمات بعد تعرّضه لإطلاق نار بأسلحة أوتوماتيكية.
وكتب وزير العدل «دارمانان» على منصة إكس (تويتر سابقًا):"تمت محاولات واضحة لترهيب موظفي عدد من السجون، تنوعت بين حرق مركبات وإطلاق نار مباشر… لن نتهاون أمام هذه الاعتداءات"، مؤكدا أن فرنسا تواجه تحديات متنامية بسبب شبكات تهريب المخدرات، كما أن الحكومة تتخذ إجراءات حاسمة لضرب هذه الشبكات في العمق، الأمر الذي أدى - فيما يبدو - إلى ردود فعل انتقامية من أطراف متضررة.
لائحة السجون المستهدفة تتسع
بحسب تقارير إعلامية فرنسية، فإن الهجمات طالت سجونًا في إيكس أون بروفانس، مرسيليا، فالنس، نيم، لوين، فيلبينت، ونانتير، حيث اندلعت حرائق في المركبات التابعة للسجون وتضررت بوابات ومداخل رئيسية، أما سجن ريو، فقد كان مسرحًا لهجوم يوم أمس، بينما تم استهداف المدرسة الوطنية للإدارة السجنية في مدينة آجان قبلها بيوم، ما يشير إلى نمط تصاعدي في التوتر بين الدولة ومن يقف وراء هذه العمليات.
التحقيقات تتسارع.. والدولة في حالة تأهب
أكدت عدد من وسائل اإعلام الفرنسية، أن التحقيقات جارية على أعلى مستوى لكشف ملابسات الاعتداءات، وسط ترجيحات بوجود تنسيق مسبق يقف وراء سلسلة الهجمات، الأمر الذي يدفع السلطات إلى إعادة تقييم خطط حماية المنشآت الحساسة، وفي مقدمتها السجون، كما تعمل وحدات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة حاليًا على تتبع خيوط الشبكات المتورطة، وسط تعتيم جزئي على بعض التفاصيل الأمنية، كما أن المراقبون الفرنسيون يعتبرون أن ما حدث يعد رسالة واضحة من عصابات باتت تشعر بالتهديد الحقيقي لوجودها، بعد تضييق الخناق عليها في الأشهر الأخيرة.