رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان

"داوود": التغريب والتغييب أفسدا الفكر.. وتقدم الأمة مرهون بإنتاج المعرفة لا استيرادها

رئيس جامعة الأزهر
رئيس جامعة الأزهر

أكد فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن النهضة العلمية التي تشهدها الجامعة حاليًا تعكس اهتمام فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمواجهة التحديات الفكرية والثقافية التي تعصف بالأمة العربية والإسلامية، مشيرًا إلى أن التغريب والتغييب هما سبب ما آلت إليه من تراجع.

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي السادس لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، الذي يقام هذا العام تحت عنوان: «التغريب في العلوم العربية والشرعية: المظاهر - الأسباب - سبل المواجهة»، برئاسة الدكتور رمضان حسان، عميد الكلية.

الغرب لا يُحتذى في كل شيء

وسلط رئيس الجامعة الضوء على تجربة المفكر الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، الذي انبهر بدايةً بالحضارة الغربية، ثم عاد ليُبدي إعجابه مجددًا بما في التراث العربي والإسلامي من عبقرية ونبوغ، مشيرًا إلى أن العودة إلى التراث ليست رجعية، بل استثمار لمخزون حضاري يجب البناء عليه وتطويره.

وأشار إلى أن ما يُفسد الحياة الفكرية اليوم هو افتتان بعض العقول بكل ما هو غربي، تقليدًا أعمى طال حتى الملبس والمأكل والمشرب، مما أدى إلى تغييب فكر الأمة وثقافتها، وأنتج أجيالًا تجهل تراثها وتتنكر لثوابتها.

العقول تُستَورد والمعرفة تُستهلك

وانتقد رئيس جامعة الأزهر اعتماد المجتمعات العربية على استيراد المعرفة بدل إنتاجها، موضحًا أن الغزو الثقافي قد أصاب مناهجنا التعليمية وعلومنا العربية والشرعية، حتى بات بعض الدارسين لا يفقهون شيئًا من أمهات كتب البلاغة والفقه.

وأضاف: "فتحت أحد كتب البلاغة الحديثة فلم أفهم منه شيئًا، رغم كونه من تأليف أحد كبار الأكاديميين. هذه المأساة تكشف حجم الهوة بين أصالة التراث ومحاولات التجديد المشوشة".

نقف خلف القيادة السياسية ونرفض التهجير القسري

وفي سياق آخر، شدد فضيلة الدكتور سلامة داود على دعم جامعة الأزهر الكامل للقيادة السياسية، مؤكدًا رفض الجامعة القاطع لأي مخططات تهدف إلى التهجير القسري لأهلنا في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الأزهر كان ولا يزال في طليعة المؤسسات الرافضة لانتهاك حقوق الفلسطينيين.

الطريق إلى المواجهة: الأصالة والتجديد

وأوضح رئيس الجامعة أن مواجهة التغريب لا تكون بالرفض فقط، بل بالتمسك بالأصالة مع العمل الجاد على تجديد العلوم، عبر استنبات المعرفة من رحم التراث، حتى تنمو كما تنمو الشجرة الطيبة، متفرعة وغنية ومثمرة.

واستشهد بكلمة الشيخ الشعراوي: «لا تكون الكلمة من الرأس حتى تكون اللقمة من الفأس»، داعيًا إلى إنتاج المعرفة بعقولنا، بدل استيرادها من الغرب كما نستورد السلع.

دعوة إلى عقل مفكر لا مقلد

واختتم رئيس جامعة الأزهر كلمته بالتأكيد على أهمية العقل المفكر المنتج، لا المقلد التابع، مستشهدًا بقول أبي بكر الصولي: «إذا رأيت الكاتب وليس له فضل من عقله فاتركه»، مطالبًا بتمكين العقول المبدعة والمستنيرة، التي تُغني الأمة بفكرها، وتدفع عنها أطماع الطامعين.

تم نسخ الرابط