الذهب يسجل قفزة تاريخية وسط تصعيد تجاري أمريكي جديد

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا خلال تعاملات اليوم، مدفوعة بموجة قوية من الإقبال على الملاذات الآمنة، في ظل تصاعد جديد في التوترات التجارية العالمية، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دراسة فرض رسوم جمركية إضافية على واردات المعادن الأساسية.

قفزة تاريخية في الأسعار العالمية

قفز سعر أونصة الذهب عالميًا بنسبة 2.4% خلال تعاملات اليوم، ليصل إلى مستوى 3332 دولارًا، وهو أعلى سعر تسجله الأونصة في تاريخها، مقارنة بسعر الافتتاح البالغ 3230 دولارًا، قبل أن يتراجع قليلًا ويتداول حاليًا قرب مستوى 3307 دولارات.

ويأتي هذا الصعود ضمن موجة صاعدة للذهب بدأت منذ الأسبوع الماضي، إذ ارتفع بنسبة 6.6% خلال الأسبوع الماضي، ويواصل اليوم مكاسبه بنسبة 2.2% منذ بداية الأسبوع، في طريقه لتسجيل مكاسب أسبوعية للأسبوع الثاني على التوالي.

الأسعار المحلية تسجل مستويات غير مسبوقة

وفي السوق المحلية، سجلت أسعار الذهب قفزات متزامنة مع الارتفاع العالمي، لتسجل أعلى مستوياتها على الإطلاق. وجاءت الأسعار على النحو التالي:

عيار 24: 5463 جنيهًا

عيار 21: 4780 جنيهًا

عيار 18: 4097 جنيهًا

جنيه الذهب: 38240 جنيهًا

التوتر التجاري الأمريكي الصيني يدفع الأسواق للاضطراب

وترتبط القفزة الكبيرة في أسعار الذهب بإعلان الرئيس الأمريكي يوم الثلاثاء عن فتح تحقيق بشأن إمكانية فرض رسوم جديدة على جميع واردات المعادن الأساسية، كجزء من سياسة ضغط جديدة على الصين، التي تُعد من أبرز موردي المعادن للولايات المتحدة.

كما تشمل الخطط الأمريكية مراجعة شاملة للواردات من الأدوية والرقائق الإلكترونية، وهي خطوات زادت من حدة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

شركات التكنولوجيا تدفع الثمن

في إطار التبعات المباشرة لهذا التصعيد، أعلنت شركة "إنفيديا" الأمريكية أنها تتوقع خسائر بقيمة 5.5 مليار دولار في أرباحها خلال الربع الأول من العام، بسبب القيود الجديدة المفروضة على صادرات الرقائق الإلكترونية إلى الصين.

وأشارت تقارير مالية إلى أن القيود قد تُضعف تنافسية الشركات الأمريكية في أكبر سوق عالمي للرقائق، وهو ما انعكس سلبًا على أسهم شركات التكنولوجيا في بورصات آسيا، إلى جانب خسائر واضحة في العقود الآجلة للأسهم الأمريكية.

ملاذ آمن في وجه الاضطرابات

ويرى محللون أن الذهب سيواصل حصد مكاسب إضافية على المدى القريب، في ظل تنامي المخاوف من تصعيد أكبر في الحرب التجارية، وتزايد الطلب على الأصول الآمنة وسط موجة عزوف عالمية عن المخاطرة.