في ذكرى مولدها.. قصة دخول السيدة زينب إلى مصر ودعائها الشهير

"يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، جعل الله لكم من كل ضيق مخرجًا ومن كل هم فرجًا"، كان هذا الدعاء العظيم هو ما نطقته السيدة زينب، حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة السيدة فاطمة الزهراء، عندما وصلت إلى مصر لتقيم فيها بعد استشهاد أخيها الإمام الحسين في واقعة كربلاء.

بطلة كربلاء زينب

عندما قرر الإمام الحسين رضي الله عنه الخروج لمواجهة يزيد بن معاوية، وقفت السيدة زينب إلى جانبه في رحلته وجاهدت معه. لم تكن مجرد مُرافقة؛ بل كانت مصدر حماسة الأبطال، مؤازِرة للضعفاء، وخادمة للمقاتلين. كانت السيدة زينب من أبلغ نساء عصرها وأكثرهن قدرة على الخطابة والشعر، وقد تميزت بين نساء أهل البيت خاصة وبين النساء عمومًا في عصرها.

وبعد استشهاد الحسين في كربلاء وأسرها مع السبايا، وقفت السيدة زينب في ساحات المعركة تناجي رسول الله بقولها: يا محمداه! هذا الحسين في العراء، مزمَّل بالدماء، مقطع الأعضاء. يا محمداه! هذه بناتك سبايا وذريتك قتلى، تسفي عليها الرياح. حينها اهتزت القلوب وبكت العيون تأثرًا بمصابها. كما أنها وقفت بكل شجاعة وثبات أمام ابن زياد ويزيد، ولعبت دورًا عظيمًا في حماية فاطمة الصغرى بنت الحسين من السبي والتسري، وحمت كذلك الإمام علي زين العابدين من القتل، مما ساهم في استمرار نسل الإمام الحسين والوقوف ضد الظلم والفساد. لذلك عُرفت السيدة زينب بلقب بطلة كربلاء.

استقبال أهل مصر للسيدة زينب استقبال الملوك

ودخلت السيدة زينب رضي الله عنها مصر برفقة وفد من آل البيت الكريم ضم أبناء الإمام الحسين: السيدة فاطمة، والسيدة سكينة، وعلي زين العابدين، بالإضافة إلى عدد آخر من آل البيت. عند وصولها إلى أرض مصر، خرج المصريون لاستقبالها بحفاوة كبيرة تعبيرًا عن حبهم لرسول الله وأهل بيته. قلّدوها مكانة عظيمة وأجلسوها في هودج مهيب تكريمًا لها. تأثرت السيدة زينب بهذا الاستقبال المهيب ودعت لهم بدعائها الشهير الذي أصبح رمزًا للحب والبركة.

الاحتفال بمولد السيدة زينب رضي الله عنها

وفي سياق الاحتفالات بهذه الذكرى المباركة، تستعد الطرق الصوفية في مصر لإحياء الليلة الختامية لمولد السيدة زينب رضي الله عنها يوم الثلاثاء 28 يناير. وكان الإعلان الرسمي عن بدء الاحتفالات قد تم يوم 21 يناير 2025. وقد شهد حي السيدة زينب خلال الأيام الماضية إقبال الآلاف من المحبين وأتباع الطرق الصوفية من مختلف محافظات الجمهورية للمشاركة في هذه المناسبة الروحانية.

امتلأت ساحة مسجد السيدة زينب بمحافظة القاخرة بالفعاليات الدينية التي استمرت طوال الأسبوع الماضي، وانتشرت السرادقات المخصصة لخدمة المشاركين في الاحتفالات حيث قُدم الطعام والشراب وسط جو من الألفة والمحبة .

وحرص اتباع الطرق الصوفية على اقامة حلقات الذكر والمدائح النبوية ترددت أصداؤها في كل مكان، تعبيرًا عن حب عميق لآل بيت رسول الله واحتفاء بمولد السيدة العظيمة التي تحملت الكثير من أجل إعلاء كلمة الحق وكانت سبب رئيسي في نشر البركة على أرض مصر .