الذهب ينقذ الاقتصاد المصري.. قفزة غير مسبوقة في الصادرات بنسبة 882% (فيديو)

مصر تُصدّر الذهب للعالم وتعيد رسم خريطة مصادر العملة الصعبة
يشهد قطاع الذهب في مصر قفزة تاريخية خلال عام 2025، إذ سجلت الصادرات المصرية من الذهب نموًا مذهلًا خلال شهرين فقط بنسبة 882%، في سابقة لم تشهدها البلاد من قبل.
هذا الارتفاع اللافت يطرح العديد من التساؤلات: هل يُعد هذا النمو تحولًا استراتيجيًا في خريطة الصادرات المصرية؟ وهل ينجح الذهب في أن يكون المنقذ الحقيقي لميزان المدفوعات وسط التحديات الاقتصادية الحالية؟ وهل هناك قطاعات أخرى يمكنها السير على خُطى الذهب وتحقيق انتعاش شامل؟
في هذا التقرير، يرصد موقع “تفصيلة” تفاصيل ما حدث، ولماذا أصبحت الإمارات كلمة السر في هذا الأداء اللافت.
%882 نموًا في شهرين فقط
خلال يناير وفبراير 2025، ارتفعت صادرات مصر من الذهب إلى 2.08 مليار دولار، مقارنة بـ 212 مليون دولار فقط في نفس الفترة من عام 2024، وهو ما يعادل تقريبًا إجمالي صادرات الذهب خلال 9 أشهر كاملة من العام الماضي.
اللافت أن هذه القيمة تمثل نحو 63% من إجمالي صادرات الذهب خلال عام 2024 بالكامل، مما يشير إلى أهمية الذهب المتزايدة كمصدر رئيسي للعملة الصعبة، ودوره الحيوي في دعم الميزان التجاري.
الإمارات.. الشريك الذهبي
وفقًا للبيانات الرسمية، فإن الطفرة الكبيرة جاءت مدفوعة بالارتفاع الهائل في مشتريات الإمارات العربية المتحدة من الذهب المصري، والتي بلغت 1.85 مليار دولار خلال شهرين فقط، مقارنة بـ 65 مليون دولار في نفس الفترة من عام 2024 بنسبة نمو وصلت إلى 2768%!
المثير أن واردات الإمارات خلال الشهرين الأولين من 2025 تُعادل تقريبًا إجمالي وارداتها من الذهب المصري طوال عام 2024، مما يشير إلى تحول جذري في اعتماد السوق الإماراتي على الذهب المصري.
وسويسرا على الخط
لم تقتصر الطفرة على الإمارات فقط، بل ارتفعت أيضًا واردات سويسرا من الذهب المصري بنسبة 48% لتصل إلى 145 مليون دولار خلال يناير وفبراير 2025، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
ورغم تنوع الأسواق، فإن الصادرات كانت شديدة التركّز؛ إذ استحوذت الإمارات وسويسرا معًا على 99.4% من إجمالي صادرات الذهب المصري، بواقع: 89% للإمارات، و10% لسويسرا.
دول أخرى على خريطة الذهب المصري:
تركيا: في المركز الثالث بواردات بلغت 6 ملايين دولار.
كندا: واردات بقيمة 1.7 مليون دولار.
لبنان: واردات بقيمة 1.4 مليون دولار.
ما وراء القفزة؟
أوضح أسامة زرعي، رئيس قسم التحليل في شركة "جولد إيرا" المصرية، أن هناك عاملين رئيسيين ساهما في هذا النمو غير المسبوق:
الارتفاع القياسي في أسعار الذهب عالميًا خلال الربع الأول من 2025.
هدوء الطلب المحلي، مما أتاح كميات أكبر للتصدير.
وأضاف أن صادرات الذهب وفّرت عوائد دولارية قوية خلال بداية عام 2025، ما ساعد في تخفيف الضغط على سوق الصرف وتحسين تدفقات النقد الأجنبي.
إنقاذ اقتصادي
ما حققه قطاع الذهب خلال أول شهرين من عام 2025 يُثبت أن مصر تمتلك أدوات قوية للتعامل مع التحديات الاقتصادية، وأن الذهب يمكن أن يكون "المنقذ الصامت" في أوقات الأزمات.
لكن السؤال الآن: هل تنجح الحكومة والقطاع الخاص في تكرار هذا النمو في قطاعات أخرى كالبتروكيماويات، والأدوية، والزراعة؟ وهل يمكن للذهب أن يكون بداية لتحوّل شامل في استراتيجية الصادرات المصرية؟ ولكن المؤكد أن الذهب المصري يهز الأسواق العالمية بالفعل.