من الحجاب إلى المدارس.. أين تذهب الراقصات في مصر بعد الاعتزال؟
اعتزال الراقصات يمثل نقطة تحول كبيرة في حياتهن المهنية، حيث تختار كل واحدة منهن مسارا جديدا وفقا لميولها وظروفها الشخصية.
بعد الاعتزال، تتجه بعضهن للعمل في مجال الإعلام، حيث يشاركن كمقدمات برامج أو كضيوف دائمين في البرامج الحوارية، أو يعملن كممثلات، بينما يختار الكثير منهن الابتعاد نهائيا عن الأضواء والشهرة حتى الرحيل.
إنشاء مدرسة للرقص
بعد أن اعتزلت فيفي عبده للرقص الدولي، والمناسبات العامة والخاصة، قررت أن تستكمل شغفها من خلال مدرسة الرقص التي قامت بإنشاءها.
وأطلقت فيفي عبده مبادرتها من خلال تقديم ورش عمل محلية ودولية لتعليم الرقص الشرقي، مستهدفة النساء من مختلف الأعمار والجنسيات، ونجد منها في البرازيل وإيطاليا والعديد من الدول الأوربية المختلفة، والتي تقوم بالتدريس بها بنفسها.
لاقَت المدرسة ردود أفعال متباينة، حيث أشاد البعض بجهود فيفي عبده في تطوير الرقص الشرقي كفن محترم وراقي، بينما انتقدها آخرون باعتبار المشروع مثيرًا للجدل، وكان ذلك في بداية تأسيسها، حيث كانت هي من أول من بدأ في هذه المدرسة.
ومن جانب آخر، قررت الراقصة لوسي فتح مدرسة للرقص، لكن الأمر كان صارما بالنسبة لها، حيث قررت بعد ذلك فتح المدرسة في مصر ثم التوجه إلى فرنسا لتنفيذ ذلك.
وبالفعل افتتحت المدرسة في فرنسا بعيدا عن الأجواء التي ستهاجم هذا النوع من المدارس في مصر.
أما الراقصة ناهد صبري، والتي قررت السفر بعد اعتزال الرقص مباشرة في سبعينيات القرن الماضي، فاتجهت إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومنها إلى إنشاء مدرسة للرقص هناك، ولم تعد إلى مصر مرة أخرى.
التمثيل الباب الأول للراقصات
بعد الاعتزال يكون التمثيل هو الباب الأول الذي تطرقه الراقصات في مصر بعد قرارهن الاعتزال، وكان ذلك بداية من تحية كاريوكا، التي اعتزلت الرقص مبكرا وتفرغت للتمثيل، لتصبح واحدة من أهم الفنانات والبطلات في مصر.
وما فعلته أيضا نجوى فؤاد التي اعتزلت الرقص، واتجهت للعديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، وكانت لها أدوار هامة جدا، بعد أن كونت شعبية لنفسها قبل الاعتزال.
كان التمثيل أيضا هو الباب الأول لهياتم بعد اعتزال الرقص، وذلك بعد أن صنعت لنفسها شعبية كبيرة من خلال الأدوار التي كانت بعيدة تماما عن كونها راقصة في الأساس.
أما الراقصة هندية، التي لم تتجه للتمثيل بل اختارت الإعلام، فقد قدمت برامج على عدد من القنوات، منها قناة الفراعين والعاصمة وغيرها، وكانت تلك البرامج تثير الجدل بشكل كبير.
ومن بين هذه البرامج كان برنامج "هندية والنجوم" على قناة "الحدث اليوم".
استمر البرنامج لمدة عام ونصف، وكانت هندية تستضيف فيه شخصيات فنية متنوعة، من بينهم الملحن حلمي بكر، إلا أن البرنامج توقف لاحقا، وأشارت هندية إلى أن السبب يعود إلى انتقادات حلمي بكر للمواهب الشابة، مما أدى إلى رفض بعض الضيوف الظهور في البرنامج.
الابتعاد عن الوسط الفني تماما
وهناك بعض الراقصات اللاتي ارتدين الحجاب وقررن الابتعاد تماما عن الشهرة، وكانت على رأسهن عزة شريف، التي اعتزلت في منتصف التسعينات وابتعدت تمامًا عن الأضواء، حتى توفيت في 4 فبراير 2019 عن عمر يناهز 71 عاما.
أما الراقصة سحر حمدي، فقد تعرضت لصدمة قوية بوفاة والدتها في بداية التسعينات، مما أثر عليها بشدة ودفعها لإعادة التفكير في مسيرتها الفنية.
ثم جاء زلزال عام 1992 ليعمق شعورها بزوال الدنيا، فقررت اعتزال الفن وارتداء الحجاب، مبتعدة عن الأضواء والشهرة.
بعد اعتزالها، اتجهت سحر حمدي إلى تقديم البرامج الدينية، حيث ظهرت على قناة "اقرأ" مع عدد من الفنانات المعتزلات، مسلطة الضوء على تجربتها في التوبة والابتعاد عن المجال الفني.