رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان

فاينانشيال تايمز: واشنطن تضغط على نيودلهي لفتح التجارة الإلكترونية أمام أمازون وولمارت

ترامب
ترامب

كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تضغط على الهند لمنح شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، مثل "أمازون وولمارت" حق الوصول الكامل إلى سوق التجارة الإلكترونية الهندي الذي تقدر قيمته بنحو 125 مليار دولار، وذلك في إطار محادثات تجارية أوسع بين البلدين.

ووفقاً للتقرير الذي نشرته الصحيفة البريطانية، فإن واشنطن تطالب بتكافؤ الفرص لشركات التجزئة الأمريكية في مواجهة القيود التي تفرضها نيودلهي، والتي تمنع الشركات الأجنبية من بيع منتجاتها مباشرة للمستهلكين، وتُلزمها بالعمل فقط كمنصات للتجارة بين بائعين خارجيين ومشترين.

وتأتي هذه الضغوط بينما تمتلك وولمارت شركة "فليبكارت"، أكبر منصة للتجارة الإلكترونية في الهند، في وقت يتوسع فيه العملاق المحلي "ريلاينس ريتيل" المملوك للملياردير موكيش أمباني، والذي يتمتع بحرية إنتاج وبيع المنتجات مباشرة، ما يمنح الشركات المحلية ميزة تنافسية.

وأشار التقرير إلى أن هذه القضية تمثل محوراً مهماً ضمن مفاوضات تجارية أوسع تشمل قطاعات الغذاء والسيارات والتكنولوجيا، وتأتي في ظل تهديدات الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية تصل إلى 26% على الصادرات الهندية في حال عدم التوصل إلى اتفاق خلال 90 يوماً.

والتقى نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في نيودلهي امس الإثنين، حيث أكد الطرفان تحقيق تقدم نحو اتفاق تجاري "متبادل المنفعة".

كما أشار التقرير إلى أن الرئيسين التنفيذيين لشركتي وولمارت وأمازون، دوج ماكميلون وجيف بيزوس، عبّرا عن قلقهما حيال قواعد التجارة الإلكترونية في الهند خلال اجتماعات سابقة مع ترامب ومسؤولين في إدارته.

ويضع هذا الملف "أمازون وولمارت" في مواجهة مباشرة مع موكيش أمباني، الذي باتت هيمنته على قطاع التجزئة الهندي تمثل عقبة أمام دخول الشركات الأجنبية لهذا السوق الواعد.

يذكر أن الولايات المتحدة تُعد الشريك التجاري الأكبر للهند، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما نحو 190 مليار دولار.

وكان مودي من أوائل القادة الذين زاروا الولايات المتحدة بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، حيث عبّر عن "شراكة ضخمة" بين البلدين، وبدأ عملية تفاوض لتقليل تأثير التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة.

وعن العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية بين البلدين،تُعد الهند شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في التجارة الثنائية، والاستثمار الأجنبي المباشر، والتعاون الدفاعي، وتُعتبر حليفًا مهمًا في مواجهة تصاعد نفوذ الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وتشارك الهند في مجموعة "الرباعية" (Quad) إلى جانب الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، والتي تهدف إلى تحقيق توازن إقليمي في وجه التوسع الصيني.

وشهدت السنوات الأخيرة توسعًا ملحوظًا لعدد من الشركات الأمريكية الرائدة مثل "أبل" و"جوجل" في السوق الهندية.

ومؤخرًا، وقعت شركة "ستارلينك" التابعة لماسك اتفاقيات مع اثنين من كبار مشغلي الاتصالات في الهند لتقديم خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.

وتهدف الهند والولايات المتحدة إلى مضاعفة حجم التبادل التجاري بينهما ليصل إلى 500 مليار دولار بحلول عام 2030، في إطار الاتفاق التجاري المرتقب.

تم نسخ الرابط