عاطف الطيب.. نجيب محفوظ الإخراج ومواطن "ضد الحكومة"
مواطن ينتمي إلى الطبقة الوسطى بكل صدق، لديه قناعات حققها من خلال الأعمال السينمائية التي قدمها، كان يريد تغيير الواقع إلى أفضل بشكل مستمر، ولكنلم يحالفه القدر في ذلك لقدم 21 عمل فقط، ويفارق الحياة تاركًا وراءه أرث فني لم يُنسى حتى اليوم.
عاطف الطيب، اسم استطاع أن يسطر نفسه في تاريخ السينما من خلال أعمال انتصر بها للمواطن البسيط الحالم والباحث عن العدل في ظل أوضاع اجتماعية وسياسية مختلفة، فنجده عاش في عالم سينمائي تمنى العديد من المخرجين لو عاشوا به ولكن هل انهت حياته السينما كما قال أصدقاءه.
نجيب محفوظ الإخراج
اشتهر عاطف الطيب بلقب "نجيب حفوظ الإخراج"، وذلك لإيمانه بأبناء المناطق الشعبية التي خرج منها وظل مخلصًا لها طوال سنوات حياته، وهو ذاته ا فعله ابن الجمالية نجيب محفوظ واستمراريته في الإخلاص لطبقته في كافة الأعمال التي قدمها كتابيًا.
قدم عاطف الطيب طوال حياته الفنية 21 فيلم فقط، قال عنهم الراحل نور الشريف، أن قيمتهم ستزداد مع الوقت لن يعرف قيمتهم حتى الفنانين في وقت عرضهم الأول.
ورغم قلة عدد هذه الأفلام، إلا أن قائمة أفضل مائة فيلم مصري على مدار تاريخ السينما حتوت على 3 أفلام لعاطف الطيب، وهما سواق الأتوبيس، البرئ، الحب فوق هضبة الهرم.
كانت بداية عاطف الطيب الحقيقة إخراجيًا بفيلم "سواق الأتوبيس"، عام 1982، وكان انتصار واضح منه للطبقة الكادحة المتوسطة، في مواجهة الانفتاح ما بعد حرب 1973، من سفر المصريين للخارج والتجارة بالجمرك والمحاولة في البقاء على الأصل المصري دون تغييره.
وكانت انطلاقة قوية للطيب بجوائز متعددة، ونجاحات، وكانت أيضًا ترسيخ لأعمدته بأنه صاحب قضية، استكمل ذلك بأفلامه البرئ، ضربة معلم، أبناء وقتله،قلب الليل، ناجي العلي، الهروب، ضد الحكومة، كشف المستور، وكأنه كان الموكل بالدفاع عن المواطن وحقوقه في السينما.
لماذا أحمد زكي ونور الشريف
قُسمت أعمال عاطف الطيب ما بين ممثلين مصريين بعينهم لا سواهم، لنجد أن نصيب نور الشريف من أعمال عاطف الطيب 9 أفلام، فيما يأتي نصيب أحمد زكي 5 أفلام، و3 لمحمود عبد العزيز، وباقي الأعمال جاءت بشكل مختلف.
وذلك لقناعة هامة لدى عاطف الطيب بكل تأكيد، أولها أن وجهي كل من نور الشريف وأحمد زكي يشبهان الطبقة التي يتحدث عنها فيما يقدمه من أعمال، بالإضافة إلى قربهما من قناعاته الشخصية، والمتمثلة في أفكار وأحلام وسياسيات وأيديلوجيات تجعل منه قادر على إيصال ما يريد بسهولة.
كمان أن نور الشريف كان يصل إلى ذروة الأحداث والتمثيل الذي يريده عاطف الطيب بأعماله، أما أحمد زكي فكان يتخطى ذلك من وجهة نظره.
ثلاثية الصداقة والدعم "أفلام الصحبة"
جمعت صداقة خارج المنافسة بين كل من عاطف الطيب ومحمد خان، والسيناريست بشير الديك، وكان التكامل بينهما يصل إلى درجات كبيرة.
كانت بداية هذا التكامل هو تنازل محمد خان لعاطف الطيب عن فيلم "سواق الأتوبيس"، لعلمه أنه سيقدمه بشكل أفضل منه إخراجيًا، بالرغم من كونه هو من قام بكتابته برفقة بشير الديك.
كما ظهر عاطف الطيب كممثل في فيلم "نص أرنب" وهو من قام بتأليف وإخراجه محمد خان.
ووصل الدعم بينهما لأكبر درجاته، حين قلمت شركة "أفلام الصحبة"، وهي مكونة من محمد خان وبشير الديك وعاطف الطيب، بإنتاج فيلم "الحريف" لعادل إمام.
وقاموا بعدها بإنتاج العديد من الأفلام دون أي غضاضة من طرف على طرف أخر، لتأتي الصحبة معبرة بالفعل عن هذه المجموعة.