الإعلان السياسي يكبح جماح أديس أبابا

مصر تقطع الطريق على إثيوبيا وتحرمها من توسيع نفوذها في إفريقيا

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الصومالي

في تحرك سريع من الدبلوماسية المصرية، لقطع الطريق على أديس أبابا وتقييد حركتها في القاهرة السمراء، وضع الرئيس عبدالفتاح السيسي استراتيجية هدفها التوسع في إفريقيا عبر شبكة من العلاقات التجارية والدبلوماسية على أعلى مستوى، بالتنسيق في كافة المجالات.

وكانت آخر التحركات التي تسببت في كبح جماح إثيوبيا، هو قيام الرئيس السيسي بتوقيع إعلان سياسي مشترك مع الصومال، بعدما رأت القاهرة أن هناك نية إثيوبية لصنع تحالفات كبيرة في إفريقيا لكبح النفوذ المصري الممتد في إفريقيا، حيث عجلت القاهرة بتوقيع الإعلان بعد محاولات إثيوبية للقفز على التفاهمات الصومالية المصرية.

سر تسريع مصر توقيع الإعلان السياسي 

كان الإعلان السياسي الصومالي المشترك محل دراسة من الجانبين، ونظرا لسعي إثيوبيا المتواصل للسيطرة ومد نفوذها في القارة، فقد سارعت بالتوجه نحو تركيا للتدخل لدى الصومال لإفشال الإعلان ومنع الصومال من التوقيع مع مصر.

اقرأ أيضا..

إسرائيل تستهدف واتساب وتخترق مئات الحسابات.. ميتا تحذر وشركة التجسس تلتزم الصمت

وفوجئت الدبلوماسية الإثيوبية بالموقف التركي الرافض للإضرار بمصر بأي طريقة، وتأكيده على العلاقات الثنائية المصرية التركية القوية، حيث حرصت أنقرة على إيصال رسالة قوية لإثيوبيا مفادها أنها لن تعمل على الإضرار بأمن مصر القومي مهما كانت الأسباب.

فشل الدبلوماسية الإثيوبية في إفريقيا

وبعد هذا الفشل الذريع، لجأت إثيوبيا إلى الخيار الدبلوماسي، عبر تهدئة حدة الخلافات بين مقديشيو وأديس أبابا لتفريغ الاتفاق المصري الصومالي من مضمونة، وبالتالي إضعاف النفوذ المصري في الصومال، ما يجعل التمدد الإثيوبي في الصومال سهلا، خاصة بعد الاتفاق الذي أبرمته إثيوبيا مع منطقة صوماليلاند التي تدعم أديس أبابا تمردها ومحاولات انفصالها عن الصومال.

مصر تراقب الاتفاق الثلاثي

وبينما أبرمت إثيوبيا اتفاقا مع الصومال برعاية تركية، راقبت مصر بحذر أبعاد الاتفاق، وتواصل الرئيس عبدالفتاح السيسي مع نظيره الفرانسي إيمانويل ماكرون، للنظر في مستقبل هذا الاتفاق، ومدى التزام إثيوبيا به.

وبسبب التقارب المصري الصومالي، قام وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم، بإطلاع نظيره المصري بدر عبدالعاطي على مخرجات الاتفاق، مؤكدا حرص مقديشيو على توطيد علاقتها بمصر في كافة المجالات، لتؤكد مصر بدورها دعمها الكامل للحكومة الفيدرالية في الصومال، والوقوف بجانبها في مواجهة الإرهاب، حتى يتحقق الأمن والاستقرار بالدولة الشقيقة.

وانتهت المحادثات، بالاتفاق على التنسيق المشترك بين مصر والصومال وأريتريا عبر التحضير لقمة وزارية بتوجيهات من القيادات السياسية في الدول الثلاث للتشاور والتباحث.

ترفيع العلاقات المشتركة

وبحسب المصادر المصرية، فإنه بموجب هذا الاتفاق، سيتم ترفيع العلاقات الثنائية بين مصر والصومال إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، للارتقاء بعلاقات التعاون بما يساهم في تثبيت الأمن والاستقرار، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة للبلدين الشقيقين، وبما يصون مقدرات وسيادة ووحدة وسلامة أراضيهما.

ويرتكز الاتفاق على نقاط أساسية بحسب ما قالت رئاسة الجمهورية، ومن شأن هذه النقاط تعزيز التعاون المشترك بين الصومال والقاهرة، بشكل كبير في عدد كبير من المجالات الحيوية، خاصة في مجالات الأمن والاقتصاد والسياسة، حيث يتضمن ترفيع العلاقات الثنائية الاستراتيجية في المجالات التالية:

التشاور السياسي بين البلدين

إجراء مشاورات سياسية سنوية على المستوى الرئاسي بين البلدين لمتابعة تطورات مُجمل العلاقات الثنائية، والتوجيه بدفعها لفتح آفاق ومجالات جديدة من التعاون الثنائي بما يحقق الأهداف المشتركة، بالإضافة إلى عقد مشاورات سياسية نصف سنوية بين وزيري خارجيتي البلدين للارتقاء بالعلاقات الثنائية، ورفع توصيات إلى القيادتين السياسيتين، بما يساهم في مواصلة بناء وتعزيز وتنمية العلاقات الثنائية في شتى المجالات.

بالإضافة إلى تشكيل تشكيل لجنة على مستوى كبار المسئولين بخارجية البلدينةلتنفيذ نتائج المشاورات بين الجهات المختلفة ورفع التوصيات لعناية رئيسي الجمهورية.

التعاون العسكري والأمني

تواصل مصر تقديم الدعم العسكري لجمهورية الصومال الفيدرالية بموجب بروتوكول التعاون العسكري الموقع في 14 أغسطس 2024، لتمكين الصومال من محاربة الإرهاب والقضاء عليه، وبحث سبل تعزيز العلاقات العسكرية بينهما خاصة في مجالي التدريب والتسليح، والعمل على تلبية احتياجات الجيش الوطني الصومالي في المجالات العسكرية المختلفة، مع التركيز على مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود البرية والبحرية.

اقرأ أيضا..

مقتل سلوان موميكا يثير رعب شريكه.. نجيم يستنجد بالشرطة لحمايته من مصير صديقه

وكذلك تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب من خلال التدريب المتخصص وتبادل المعلومات بين الأجهزة المعنية بالبلدين، بما يساعد الصومال على الوصول إلى بسط سيطرة الدولة على كامل أراضيها، وكذلك التعاون في مجال الأمن بين وزارة الداخلية المصرية والأمن الداخلي السودانية.

التعليم والثقافة وبناء القدرات

تساهم مصر في بناء قدرات الجانب الصومالي في المجالات التعليمية المختلفة، وذلك عبر المنح الدراسية التي توفرها مصر للطلبة الصوماليين في الجامعات أو المنح التي يوفرها الأزهر الشريف للدراسة والتدريب المتخصص ونشر وتنمية استخدامات اللغة العربية في الصومال، ما يساهم في تحقيق الرفاهية والتنمية المستدامة، ومنها مجالات العمل الدبلوماسي، والعمل البرلماني، والقضاء، والزراعة، والثقافة، والإعلام، والطب، والصحة، وغيرها.

تعاون على كافة المستويات

بالإضافة إلى التعاون القضائي بين البلدين، عبر نقل الخبرات المصرية إلى الجانب الصومالي، وتأهيل المنظومة القضائية بالبلاد، وتقديم الدعم القانوني والفني للكوادر الصومالي لاستكمال صياغة مشروع دستور جديد للبلاد، وإعداد مشروعات القوانين المكملة للدستور، وتدريب شباب البرلمانيين الصوماليين لتأهيلهم للمهام النيابية المختلفة.

تم نسخ الرابط