اللواء الرشيدي لـ«تفصيلة»: الطمع في الثراء السريع يجعل الضحايا فريسة سهلة للنصابين

بالرغم من جهود الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية في ضبط عدد من المسؤولين عن تطبيقات المراهنات خلال الفترة الماضية، فإن ذلك لم يمنع بعض المواطنين من إنفاق ملايين الجنيهات وتحويشة العمر على المضاربة في هذه التطبيقات، بحثا عن الثراء السريع، ليصطدموا في النهاية بواقع مرير عقب إغلاق تلك المنصات واختفاء وكلائها.
حدث ذلك خلال الساعات القليلة الماضية، بعدما أعلن عدد كبير من المواطنين عن تعرضهم للنصب من قبل منصة FBC للاستثمار على الإنترنت، حيث أغلقت المنصة أبوابها وهرب وكلاؤها.
وأكدت التقارير أن إجمالي الأموال التي تحصلت عليها المنصة خلال الفترة الماضية بلغ نحو 6 مليارات دولار.
وقائع النصب عبر منصة FBC
تصدر اسم FBC محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر المستخدمون عن حزنهم الشديد على الأموال التي خسرها المواطنون بعد تعرضهم للاحتيال.
وتفاقم الأمر بعد إعلان وفاة إحدى السيدات إثر صدمة نفسية شديدة، عقب فقدانها 50 ألف جنيه كانت قد استثمرتها في المنصة، مقابل وعد بالحصول على 80 ألف جنيه، لكنها فوجئت بإغلاق المنصة واختفاء أموالها، ما أدى إلى إصابتها بحزن شديد أفضى إلى وفاتها.
رأي الخبراء الأمنيين
تواصلت "تفصيلة" مع اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية الأسبق لأمن المعلومات، الذي كشف تفاصيل خطيرة عن نشاط هذه التطبيقات وطريقة استقطاب الضحايا.
وقال اللواء محمود الرشيدي إن تطبيق FBC هو منصة استثمارية وهمية، تستهدف جذب المواطنين لاستثمار أموالهم عبر عمليات سحب وإيداع، حيث يكون الحد الأدنى للاشتراك 720 جنيها، ويتم إغراء المستخدمين بتحقيق أرباح طائلة مقابل مشاهدة الفيديوهات على يوتيوب، في محاولة لتحفيزهم على ضخ المزيد من الأموال، حتى يفاجؤوا في النهاية بالخسارة الفادحة.
وأضاف أن وكلاء هذه التطبيقات يستغلون طمع المواطنين ويغريهم بأرباح وهمية، مشيرا إلى أن بعض الدول تحصل على نسبة من أرباح تطبيقات المراهنات الإلكترونية، لكن هذا لا يحدث في مصر، مؤكدا أن هذه التطبيقات محرمة دينيا ومجرمة قانونيا.
احتيال منظم عبر وكلاء محليين
أوضح الخبير الأمني أن هذه التطبيقات تعتمد على عدد كبير من الوكلاء لجذب المشتركين، حيث بات ملايين الشباب يتعاملون معها بحثا عن الثراء السريع الذي يروج له هؤلاء النصابون.
وأكد أن عدد المتورطين في هذه التطبيقات تجاوز 5 ملايين شخص، بعدما وجدوا أنها تدر عليهم أرباحا طائلة دون أي جهد أو تعب.
كيف يمكن مواجهة هذه الظاهرة؟
أكد مساعد وزير الداخلية الأسبق أن الحل الوحيد يكمن في حجب هذه التطبيقات ومنعها من العمل داخل مصر، لكن مع التطور التكنولوجي، أصبح هذا الأمر صعبا، حيث يمتلك بعض الأشخاص القدرة على اختراق هذا الحجب.
كما أن هذه التطبيقات تستخدم تقنيات متقدمة، منها أدوات الذكاء الاصطناعي، للتهرب من الرقابة.
وأشار إلى أن غياب التوعية، وجهل الكثيرين باستخدام الإنترنت، والطمع، هي العوامل الرئيسية التي تساعد هذه التطبيقات على الإيقاع بالمزيد من الضحايا.