لماذا طالبت الحكومة الأمريكية "جوجل" بالتخلي عن متصفح "كروم"؟

طالبت الحكومة الأمريكية، شركة جوجل بالتخلي عن ملكيتها لمتصفح كروم، مشيرة إلى أن هذا المتصفح يمنح الشركة قدرة غير عادلة على الحد من فرص المنافسة في سوق البحث على الإنترنت، ما يمنع المنافسين المحتملين من تحقيق تقدم أو اكتساب حصة أكبر في هذا السوق الواعد.

وبحسب ما أفادت به وكالة روسيا اليوم، تأتي هذه المطالبة ضمن الجهود المبذولة للحد من السياسات الاحتكارية التي تتبعها الشركة.

مواجهة هيمنة جوجل المتزايدة

وفقًا لتقرير نقلته صحيفة واشنطن بوست، تعمل وزارة العدل الأمريكية على مواجهة هيمنة جوجل المتزايدة، حيث قدمت طلبًا جديدًا للمحكمة يدعو إلى إجبار الشركة على التخلي عن كروم، والهدف من هذا الإجراء هو تقليص النفوذ القوي لجوجل في سوق محركات البحث والإعلانات الرقمية التي توفر لها سيطرة شبه كاملة على هذا المجال الحيوي في الاقتصاد الرقمي.

وقف إبرام العقود مع شركات أخرى تمنحها الأولوية

وفي سياق متصل، أوضحت الصحيفة أن الوزارة طالبت أيضًا جوجل بوقف إبرام العقود مع شركات أخرى تمنحها الأولوية لاستخدام محرك البحث الخاص بها في منتجاتها. والجدير بالذكر أن الوزارة قد خففت من بعض مطالباتها السابقة، حيث لم تعد تلح في طلب بيع حصص جوجل في المؤسسات الناشئة، مما يشير إلى وجود مرونة نسبية في بعض جوانب موقفها الحالي.

 تقديم دعم مالي للشركات الناشئة

أبرزت وزارة العدل أهمية حجة شركة Anthropic AI، التي تدعو إلى ضرورة تقديم دعم مالي للشركات الناشئة من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى لتعزيز قدرتها التنافسية في مجالات متطورة مثل الذكاء الاصطناعي، واعتبرت الوزارة هذه المطالبات بمثابة خطوة ضرورية لتحفيز الابتكار وتوسيع نطاق التنافسية في السوق.

الجدير بالذكر أن وزارة العدل كانت قد تقدمت بمطالبات مشابهة مسبقًا، حيث رفعت دعوى قضائية في نوفمبر 2024 إلى الجهات المختصة. وعلى صعيد القضايا القانونية الأخرى المثارة ضد جوجل، أصدرت محكمة اتحادية في مقاطعة كولومبيا بتاريخ 5 أغسطس 2024 حكمًا يعتبر أن الشركة أساءت استخدام سيطرتها السوقية للحفاظ على احتكارها في مجالات محركات البحث والإعلانات عبر الإنترنت.

بحسب قرار المحكمة، تبين أن جوجل قد استحوذت على حوالي 90% من سوق البحث على الإنترنت، وعززت هذا الاحتكار من خلال اتفاقيات مع شركات كبرى مثل أبل إحدى أبرز هذه الاتفاقيات جعلت محرك بحث جوجل الخيار الافتراضي في متصفح سفاري الخاص بأجهزة أبل، مما ساهم بشكل كبير في تعزيز موقعها الاحتكاري وإضعاف فرص المنافسة.