رحيل مفاجئ يهز برشلونة.. النادي الكتالوني يفقد أحد أعمدته الطبية
فُجع نادي برشلونة وعالم الطب الرياضي بخبر صادم يوم السبت 8 مارس، حيث أعلن عن وفاة الدكتور كارليس مينارو، الطبيب الرياضي البارز وعضو الطاقم الطبي للنادي لمدة ثماني سنوات، إثر نوبة قلبية مفاجئة أثناء تواجده في فندق "جران ميليا توري ميلينا" في برشلونة وهو ما جعل نادي برشلونة يؤجل لقاءه أمام أوساسونا في الدوري الإسباني بسبب الوفاة.
مسيرة استثنائية وبصمة لا تُمحى
كان الدكتور مينارو شخصية مرموقة في برشلونة، ليس فقط بسبب مهاراته الطبية، بل أيضًا لالتزامه الكبير برعاية اللاعبين والحرص على سلامتهم البدنية، لم يقتصر تأثيره على نادي برشلونة فقط، بل كان أيضًا نشطًا في المجال الطبي الرياضي بشكل أوسع، حيث عمل كمنسق طبي رياضي في برنامج النشاط البدني والرياضة والصحة (PAFES) التابع لحكومة كتالونيا، مما يعكس التزامه بنشر ثقافة الرياضة الصحية بين الرياضيين المحترفين والهواة على حد سواء.
قبل انضمامه إلى برشلونة، اكتسب مينارو خبرة واسعة في الطب الرياضي، حيث عمل كطبيب مساعد في وحدة الطب الرياضي الوقائي في مركز الأداء العالي في سانت كوجات لمدة ست سنوات، كما شغل منصب رئيس الخدمات الطبية في نادي "مركز سبورتس ساباديل" خلال موسم 2014-2015، مما عزز مكانته كخبير في العلاج الطبيعي وإعادة تأهيل الرياضيين المحترفين.
تخرج مينارو من جامعة روفيرا إي فيرجيلي في تاراغونا، وتخصص في علاج الإصابات الرياضية وتحسين الأداء البدني، وهو ما مكنه من العمل مع نخبة الرياضيين الإسبان.
كما عمل مع العديد من الأندية الكتالونية، بما في ذلك نادي تيراسا لكرة القدم (2004-2012)، وسانت أندرو (2012-2014)، وساباديل (2014-2016)، قبل أن ينضم إلى نادي برشلونة، حيث لعب دورًا رئيسيًا في الفحوصات الطبية الرياضية لفريق كرة الصالات، متوليًا مسؤولية الفحوصات العامة، قياسات الأنثروبومترية، اختبارات وظائف الرئة، وتخطيط القلب، بالإضافة إلى اختبارات الإجهاد وتقييم الحالة الصحية والتكيف مع الجهد البدني.
رحلة مينار في عالم الطب الرياضي ولم تكن مقتصرة على الأندية الرياضية فقط، بل كان أيضًا عضوًا بارزًا في المجتمع الطبي، حيث شغل منصب أمين الصندوق في الجمعية الكتالونية للطب الرياضي، كما عمل في معهد أركير في برشلونة في قسم الطب الرياضي والجهاز العضلي الهيكلي.
علاقته القوية بغرفة ملابس برشلونة
لم يكن مينارو مجرد طبيب للفريق، بل كان أيضًا صديقًا مقربًا للكثير من اللاعبين، الذين وثقوا به واعتمدوا عليه في أصعب الأوقات،و كان معروفًا بحزمه وحسن تقديره للأمور، حيث لعب دورًا حاسمًا في عدة مناسبات، من بينها عندما تعرض النجم الشاب جافي لإصابة في الرأس خلال مباراة ضد ديبورتيفو ألافيس، وقتها أصر مينارو على أن يرافقه فورًا إلى المستشفى لضمان سلامته.
يعتبر فقدان ميّنارو بمثابة صدمة كبيرة للاعب وسط برشلونة جافي، إذ كانت تربطهما علاقة وطيدة منذ سنوات، خاصة بسبب العلاقة بين الطبيب ووالد اللاعب، ميكيل أولمو، حيث عملا معًا خلال فترة مينارو في فريقي ساباديل وتيراسا.
كان مينارو شخصية محبوبة داخل غرفة ملابس برشلونة، حيث كان له تأثير كبير على العديد من اللاعبين مثل جافي، داني أولمو، بيدري، ورونالد أراوخو، الذين حرص على متابعتهم عن كثب خلال فترة تعافيهم من الإصابات.