نيوكاسل يصعق ليفربول وينهي عقودًا من الانتظار بلقب تاريخي

شهدت مدرجات استاد ويمبلي، ليلة استثنائية، بعدما نجح نيوكاسل يونايتد في كسر سنوات طويلة من الإخفاق، والتتويج بلقب كأس الرابطة الإنجليزية المحترفة، عقب فوزه على ليفربول في نهائي مثير، سيبقى خالدًا في ذاكرة كرة القدم.
تمكن نيوكاسل من فرض هيمنته على مجريات اللقاء، رغم استحواذ ليفربول على الكرة لفترات أطول، حيث شكل خطورة حقيقية على مرمى الريدز، واستطاع خلق فرص محققة للتسجيل، جعلته الطرف الأكثر خطورة في المباراة.
جاءت لحظة الحسم في غضون دقائق قليلة، قبل وبعد نهاية الشوط الأول، حيث نجح المدافع دان بيرن في تسجيل الهدف الأول، بضربة رأسية رائعة، قبل الاستراحة مباشرة، ليشعل أجواء جماهير نيوكاسل التي طال انتظارها لهذا الإنجاز.
اللاعب، الذي سبق وأن تم الاستغناء عنه من أكاديمية النادي وهو في سن الحادية عشرة، عاد بعد سنوات، ليقود فريق طفولته نحو مجد جديد، وهو في التاسعة والعشرين من عمره، بعد مسيرة حافلة في دوري الدرجة الأولى والثانية.
دخل نيوكاسل الشوط الثاني بنفس الروح القتالية، ونجح المهاجم السويدي، ألكسندر إيساك، في تعزيز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة الثانية والخمسين، بعدما استغل خطأ دفاعي قاتل، وهو اللاعب الذي كانت إدارة ليفربول تضعه ضمن خياراتها المحتملة، لتعزيز هجومها على حساب داروين نونيز.
شهدت الدقائق الأخيرة لحظات من التوتر، بعدما تمكن فيدريكو كييزا من تقليص الفارق في الوقت المحتسب بدل الضائع، ليعيد الأمل لجماهير الريدز، لكن الهدف خضع لمراجعة مطولة عبر تقنية الفيديو، قبل أن يتم احتسابه، ورغم الضغط الكبير في اللحظات الأخيرة، إلا أن كتيبة نيوكاسل، بقيادة المدرب إيدي هاو، صمدت حتى صافرة النهاية.
عجز ليفربول عن إيجاد رد فعل حقيقي، ليواصل نتائجه المتذبذبة، بعدما ودع دوري أبطال أوروبا قبل أيام فقط، إثر هزيمته أمام باريس سان جيرمان في مجموع مواجهتي الذهاب والإياب، ليجد المدرب الهولندي، آرني سلوت، نفسه أمام أول اختبار حقيقي منذ توليه المهمة خلفًا ليورجن كلوب الصيف الماضي، ورغم هذه الكبوة، فإن الفريق لا يزال يحتفظ بصدارة الدوري الإنجليزي الممتاز، بفارق 12 نقطة عن أقرب منافسيه، قبل أقل من 10 جولات على نهاية الموسم.
بهذا التتويج، ينهي نيوكاسل يونايتد انتظارًا دام أكثر من نصف قرن دون ألقاب كبرى، حيث يعود آخر تتويج قاري له إلى عام 1969، عندما فاز بكأس المعارض الأوروبية، التي أصبحت فيما بعد بطولة الدوري الأوروبي، أما آخر لقب محلي، فقد كان عام 1955، حينما كان أسطورة النادي، جاكي ميلبورن، لا يزال يرتدي القميص الأسود والأبيض.
عاش مشجعو نيوكاسل لحظات مؤلمة على مدار العقود الماضية، بعدما اقترب الفريق من كسر نحسه في عدة مناسبات، لكنه فشل في تحقيق ذلك، إذ خسر نهائيات كأس الاتحاد الإنجليزي أعوام 1974 و1998 و1999، كما سقط في نهائي كأس الرابطة عامي 1976 و2023، إضافة إلى احتلاله المركز الثاني في الدوري الإنجليزي الممتاز عامي 1996 و1997، لكن المدرب، إيدي هاو، نجح فيما عجز عنه العديد من الأسماء الكبيرة، مثل كيفين كيجان، وكيني دالجليش، والسير بوبي روبسون، ليحفر اسمه في تاريخ النادي، بإنجاز سيظل خالدًا في أذهان الجماهير.