حروب وأحداث مناخية مميتة.. 2024 أحد أسوأ الفترات في تاريخ البشرية

أكوام من القمامة
أكوام من القمامة والأنقاض شمال قطاع غزة

أظلمت الغيوم الداكنة السماء على مدى 12 شهرًا، أحد أسوأ الفترات في تاريخ البشرية، إن لم تكن أسوأها، شهدت سلسلة مدمرة من الأحداث، حولت إسرائيل غزة إلى أكوام من الأنقاض، يشتد وطيس الحرب ألمًا على منطقة الشرق الأوسط دون نهاية في الأفق، بلغت الأزمة الروسية الأوكرانية مرحلة قاتمة في أكثر صراع يسقط فيه قتلى وجرحى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ارتفعت درجات الحرارة بشكل مُذهل مما أدى إلى أحداث مناخية قاسية ومميتة في كثير من الأحيان في جميع أنحاء العالم.

العام الأكثر دموية

كانت 2024 شاهدة على الحرب الإسرائيلية الأكثر تدميرًا على غزة، وسوت معظم مناطق القطاع بالأرض، وتركت السكان يعانون وسط أزمة حادة في الغذاء والوقود والمياه والصرف الصحي.

ويعد هذا العام الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين منذ النكبة في العام 1948، حيث أدت الغارات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية على غزة إلى استشهاد أكثر من 45 ألفًا منذ السابع من أكتوبر 2023، أغلبهم من الأطفال والنساء، وفق أرقام وزارة الصحة الفلسطينية، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وتشير تقديرات وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الإغاثة الإنسانية إلى أن نحو 90% من سكان غزة نزحوا قسرًا مرة واحدة على الأقل خلال العام الماضي من الحرب.

واضطر العديد من الفلسطينيين إلى مغادرة منازلهم عدة مرات، واكتظاظهم في مساحات أصغر من الأرض، وانقطاعهم عن المياه النظيفة والكهرباء والخدمات الصحية.

ومع ذلك، يتزايد الدمار في غزة والعنف الذي لا يمكن تصوره في القطاع، وفي مختلف أنحاء الشرق الأوسط، ولا يزال سفك الدماء مستمرًا دون نهاية في الأفق.

وامتد القتال من غزة إلى لبنان وعلى ست جبهات مختلفة على الأقل في اليمن وسوريا والعراق، مما قلب حياة عشرات الملايين من الناس رأسا على عقب وسط أثار أكبر أزمة في المنطقة منذ الربيع العربي في عام 2010.

الحرب الروسية الأوكرانية

ومن حرب غزة إلى الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في 2022، وتسببت في أزمات عالمية اقتصادية وسياسية، وبلغت مرحلة قاتمة في أكثر صراع يسقط فيه قتلى وجرحى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وفق تقديرات أوكرانية، بلغ عدد القتلى من القوات الأوكرانية نحو 80 ألفًا في حين وصل عدد الجرحى إلى 400 ألف، أما تقديرات غربية للخسائر الروسية، فتراوحت بين 200 ألف قتيل و400 ألف جريح، وما زالت الخسائر البشرية والمادية تزداد من الجانبين مع استمرار الحرب.

ورصدت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا حتى 31 أغسطس 2024 مقتل 11 ألفًا و743 مدنيًّا وإصابة 24 ألفًا و614 آخرين في أوكرانيا منذ بدء الحرب.

وبخلاف الخسائر المباشرة، رفعت الحرب معدلات الوفيات لأسباب مختلفة في أنحاء أوكرانيا، وأرغمت أكثر من 6 ملايين أوكراني على الفرار إلى أوروبا، حسب الأمم المتحدة.

وتُعد أوكرانيا من المصادر الرئيسية للحبوب في العالم، وأدى انقطاع صادراتها في وقت مبكر من الحرب إلى تفاقم أزمة الغذاء العالمية، لكن انتعشت الصادرات إلى حد بعيد منذ ذلك الحين بعد أن وجدت أوكرانيا سبلًا للالتفاف على الحصار الروسي الفعلي.

الأكثر حرارة على الإطلاق

ومن الحروب إلى الأحداث المناخية، مر العالم بأشد فصول الصيف سخونة في نصف الكرة الأرضية الشمالي منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، وسط تزايد الاحتباس الحراري، وفق خدمة كوبرنيكوس للتغيّر المناخي.

بلغ متوسط درجات الحرارة في الشطر الشمالي من الأرض خلال الصيف (يونيو ويوليو وأغسطس) 16.8 درجة مئوية، أعلى بمقدار 0.03 درجة مئوية من الرقم القياسي المسجل عام 2023.

وفي يوليو 2024، وللمرة الأولى منذ أكثر من عام، لم يسجل العالم رقمًا قياسيًّا من حيث ارتفاع درجات الحرارة، إذ تراجعت حرارته قليلًا عن نظيره في عام 2023، ولكن كان يونيو 2024 أكثر دفئًا بكثير من نظيره في 2023، كان هذا الصيف هو الأكثر حرارة على الإطلاق على كوكب الأرض.

وواصل تغيّر مناخ الكوكب مفاقمة الكوارث هذا الصيف، ففي السودان، تسببت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة في أغسطس في إلحاق أضرار بأكثر من 300 ألف شخص، وأدت إلى انتشار الكوليرا في البلاد التي مزقتها الحرب.

تم نسخ الرابط