رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس مجلس التحرير
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
معتز سليمان

استقبال تاريخي.. من هو إبراهيم رسول سفير جنوب إفريقيا المطرود من أمريكا؟

إبراهيم رسول - سفير
إبراهيم رسول - سفير جنوب إفريقيا السابق بأمريكا

كشفت عملية طرد إبراهيم رسول سفير جنوب إفريقيا بالولايات المتحدة، عن تحول كبير شهدته أمريكا في سياساتها الداخلية والخارجية، خاصة على مستوى الحريات والتعبير على الرأي، التي شهدت قيودا لم تكن موجودة في السابق بهذا الشكل.

ومؤخرًا أصدر وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو قرارًا بطرد سفير جنوب إفريقيا بالولايات المتحدة، متهما إياه بأنه سياسي مثير للفتنة العرقية، حيث عاد اليوم إبراهيم رسول، بعد طرده من الولايات المتحدة، إلى بلاده وسط استقبال شعبي حافل في مطار كيب تاون الدولي.

مارك روبيو
مارك روبيو

وتجمع الآلاف من المواطنين لاستقباله، وحمل الاستقبال طابعاً وطنياً من خلال الهتافات التي عبّرت عن الدعم لموقفه ورفض سياسة الولايات المتحدة.

وجرت مراسم الاستقبال بحضور حشود غفيرة، ما اضطر الشرطة للتدخل وإفساح الطريق للسفير وزوجته بسبب كثافة الحضور، وفي كلمة له أمام هذه الحشود، أكد رسول أن طرده من الولايات المتحدة كان يهدف إلى إذلاله، واستطرد قائلًا: "لكن عندما تستقبلك الحشود بالترحيب والتأييد، يتحول طردك إلى وسام من الاعتزاز والكرامة".

السفير إبراهيم رسول
السفير إبراهيم رسول

تفاصيل الأزمة الدبلوماسية

جاء قرار طرد إبراهيم رسول في سياق توتر دبلوماسي بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، حيث اعتبر وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو أن رسول "سياسي مثير للفتنة العرقية" ويكره الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب". 

السفير إبراهيم رسول
السفير إبراهيم رسول

وجاء الطرد مرتبطًا بمحاضرة ألقاها السفير في ندوة إلكترونية حول سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث انتقد برامج ترامب ضد المهاجرين والعنصرية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة قد تشهد في المستقبل تغييرات ديموغرافية مع تحول الأغلبية البيضاء إلى أقلية.

اقرأ أيضا..

لإرضاء إسرائيل.. ترامب ينتقم من جنوب إفريقيا بورقة "المزارعين البيض"

بينما قال وزير الخارجية الأمريكي روبيو في تصريحاته: قرار طرد السفير كان نتيجة لخطاباته المثيرة للجدل التي تتعارض مع سياسات الولايات المتحدة، فيما أصدرت وزارة الخارجية الجنوب أفريقية بيانًا أكدت فيه أنها ستتواصل مع واشنطن عبر القنوات الدبلوماسية لتسوية هذه الأزمة.

السفير إبراهيم رسول وزوجته
السفير إبراهيم رسول وزوجته

تصعيد وإجراءات دبلوماسية

لم يقتصر التصعيد في العلاقات بين البلدين على طرد السفير، ففي وقت سابق من الشهر الجاري، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا تنفيذيًا يقضي بقطع المساعدات عن جنوب أفريقيا بسبب دعمها لحركة حماس متهما إياها بمعاداة الاحتلال الإسرائيلي وإظهار عداء للأقلية البيضاء في البلاد.

وفي ظل هذه التوترات، أعرب مسؤولون في جنوب أفريقيا عن قلقهم إزاء سياسات الولايات المتحدة، مشيرين إلى ضرورة إصلاح العلاقات بين البلدين خاصة في ظل القضايا السياسية الدولية الشائكة التي تجمعهما.

من هو إبراهيم رسول السفير المطرود من أمريكا؟

ولد إبراهيم رسول في 15 يوليو 1962 بمدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا، وأجبرت عائلته على مغادرة المنطقة السادسة في عام 1972 بعدما قررت حكومة الفصل العنصري تخصيصها للسكان البيض فقط، وكان عمره حينها 10 سنوات، وتخرج رسول عام 1980 في مدرسة ليفينجستون الثانوية في كليرمونت بولاية آيوا الأميركية.

وواصل دراسته الجامعية حيث حصل على درجة البكالوريوس في كلية الآداب عام 1983، وأكمل دراسته ليحصل على دبلوم عالي في التربية عام 1984 من جامعة كيب تاون، وفي العام نفسه بدأ عمله مدرسا في مدرسة سباين رود الثانوية وقضى فيها عاما واحدا.

اقرأ أيضا..

تركز على الأراضي والمحطات النووية.. مكالمة مرتقبة بين ترامب وبوتين

السفير إبراهيم رسول هو أحد الشخصيات البارزة في السياسة الجنوب أفريقية والدبلوماسية الدولية، حيث شغل منصب سفير جنوب أفريقيا لدى الولايات المتحدة من 2010 إلى 2015، وتم إعادة تعيينه في هذا المنصب في 2025 بعد فترة انقطاع.

جوائز وجهود إنسانية واجتماعية

وإلى جانب مسيرته الدبلوماسية، قام بتأسيس "مؤسسة العالم للجميع" في 2008، وهي منظمة تهدف إلى مكافحة التطرف وتعزيز التماسك المجتمعي.

ونال رسول العديد من الجوائز الدولية تقديراً لمساهماته في مجالات حقوق الإنسان والقيادة المجتمعية، منها جائزة نيلسون مانديلا للصحة وحقوق الإنسان في 1998، وجائزة "شخصية العام للاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا" من صحيفة فاينانشال تايمز عام 2005.

على الرغم من تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية تأثير هذه الأزمة على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في المستقبل. ورغم التحديات السياسية، تبقى جنوب أفريقيا دولة محورية في السياسة الإفريقية والدولية، وسيستمر دور إبراهيم رسول في تحفيز النقاش حول قضايا الهوية والسياسات الدولية.

تم نسخ الرابط