أسيران إسرائيليان يحذّران من استمرار الحرب على غزة: ستؤدي لنهايتنا

نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يوم الاثنين، تسجيلًا مصورًا يُظهر أسيرين إسرائيليين يحذّران فيه من أن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة سيؤدي إلى مصرعهما.
تحذيرات من تداعيات الحرب
وفي الفيديو الذي حمل عنوان "أخبرهم يا أوهاد"، تحدّث الأسيران عن أوضاعهما النفسية والصحية، مطالبين زملاءهم الذين أُطلق سراحهم في صفقات تبادل بالتحدث عن معاناتهم في الأسر.
وقال أحد الأسرى، الذي ظهر في التسجيل برقم "21"، إنه وزملاءه "رأوا الموت" بعد استئناف العدوان الإسرائيلي على القطاع، محذّرًا من أن "الهجمات ستؤدي إلى نهايتنا جميعًا". وأضاف: "طلبنا وتوسّلنا إلى آسرينا لإيصال صوتنا"، مؤكدًا أنهم يعانون من نقص حاد في الطعام والشراب والدواء بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض منذ بداية مارس الجاري.
وأشار الأسير إلى أنه خلال تنفيذ صفقة التبادل وفتح المعابر، تحسنت أوضاعهم، حيث حصلوا على الطعام والهواء النقي، إلا أنهم تلقوا "ضربة قاسية" مع تجدّد الحرب في 18 مارس الجاري.
دعوة لفضح تكميم الأفواه
من جهته، وجّه الأسير الثاني، الذي ظهر في التسجيل برقم "22"، رسالة إلى زملائه الذين أفرج عنهم ضمن صفقة وقف إطلاق النار في 19 يناير الماضي، داعيًا إياهم إلى الحديث علنًا عن معاناة الأسرى.
وانتقد تكميم الحكومة الإسرائيلية للأفواه، قائلًا: "اسمحوا لهم بالحديث، دعوا الحقيقة تخرج للعلن، كفى كفى كفى! على الأسرى المفرج عنهم أن يخرجوا ويتحدثوا عن أوضاعنا".
ووجّه الأسير رسالة خاصة إلى زميله السابق أوهاد، أحد الأسرى المفرج عنهم في المرحلة الأولى من صفقة التبادل، قائلاً: "أنت كنت معنا في الأسر، وتعرف معاناتنا، أخبر الجميع بما نمرّ به، واشرح لهم كم هو صعب البقاء هنا بعيدًا عن عائلاتنا".
ونهاية 1 مارس 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل، والذي بدأ سريانه في 19 يناير 2025، وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية منه.
وأراد نتنياهو - المطلوب للعدالة الدولية - إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين من غزة، دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من القطاع بشكل كامل، بينما تمسكت "حماس" ببدء المرحلة الثانية.
ومنذ استئناف إسرائيل حرب الإبادة الجماعية، في 18 مارس الجاري، أُستشهد 730 فلسطينيا وأُصيب 1367 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه يجري بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس الجاري.
ورغم التزام حركة حماس ببنود الاتفاق، إلا أن نتنياهو رفض بدء المرحلة الثانية، استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 163 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.