بأي ذنب قُتل؟.. حكاية جريمة الطفل عبد الرحمن ورصاصة النزاع على الميراث

لم يكن يعلم الطفل عبد الرحمن، صاحب الست سنوات، أن خطواته الصغيرة في باحة منزله ستكون الأخيرة، ولم يتخيل أن خلافات الكبار ستنهي حياته قبل أن تبدأ.
ففي لحظة واحدة، تحولت ضحكاته البريئة إلى صمت مخيف، وسقط غارقا في دمائه، ضحية رصاصة طائشة لا تعرف الرحمة، خرجت من بندقية أحد أقاربه خلال مشاجرة مع والده بسبب الميراث.
حكاية جريمة الطفل عبد الرحمن ورصاصة النزاع على الميراث
دارت أحداث الجريمة المأساوية في إحدى قرى مركز أبو قرقاص جنوب محافظة المنيا، وكشفت التحريات الأولية أن المشاجرة نشبت بين أشقاء وأبناء عمومة بسبب الخلاف على أحقية أحد الأطراف في الاستحواذ على المنزل، وهو ما رفضه بقية الورثة، لتتحول الكلمات إلى مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة بالأسلحة النارية.
على بعد خطوات من مكان المشاجرة، كان عبد الرحمن يلعب مع الأطفال في نفس عمره.
ومع تطور المشاجرة، خرجت رصاصة من سلاح أحد أطراف النزاع، إلا أنها ضلت طريقها وسكنت جسد عبد الرحمن، لتنهي حياته بلا ذنب، وتترك أسرته في صدمة.
خلال دقائق، انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث، حيث تمكنت من السيطرة على الموقف، وألقت القبض على عدد من المتهمين، فيما تم نقل جثمان الطفل إلى المستشفى، ووضعه تحت تصرف النيابة العامة التي بدأت تحقيقاتها لكشف ملابسات الجريمة.
حزن على فراق عبد الرحمن
خيم الحزن على القرية بعد انتشار خبر مقتل الطفل عبد الرحمن، الذي كان معروفا بين أبناء قريته بابتسامته البريئة.
وتحولت جنازته إلى مشهد مهيب، حيث شيعه الأهالي في صمت حزين، وهم يتساءلون: "بأي ذنب قتل عبد الرحمن؟".