كتيبة المغاوير النسائية.. جيش فتيات بشار يثير رعب الفصائل في سوريا

مجندات فرقة المغاوير
مجندات فرقة المغاوير النسائية السورية بجيش بشار

حصدن مئات الأرواح بدم بارد واستخدمهن الأسد لتجميل صورته

كان العام 2013 بمثابة مرحلة جديدة للنظام السوري المنحل، إذ بدأ في تطبيق خطة لتعويض العجز في الجنود وتجميل الوجه القبيح، وتخفيف حدة الانتقادات الدولية لسوريا، حيث وافق بشار الأسد على السماح بتشكيل «كتيبة المغاوير»، وتضم 800 فتاة جرى اختيارهن بعناية شديدة، لتكن بمثابة الوجه النسائي في الحرس الرئاسي السوري، حيث أصبحن نواة لواحدة من أشرس الفرق الدموية في جيش بشار.

مغاوير الأسد- جيش النساء
مغاوير الأسد- جيش النساء

كيف يتم تجنيد الفتيات؟

في عام 2015 بدأ ظهور جيش الأسد النسائي بشكل فعال، بعد بذره نواته قبلها بعامين، وجرى الترويج للكتيبة الجديدة بشكل كبير، عبر كثير من الفيديوهات والصور، التي ظهرن فيها بزي عسكري وأسلحة وعتاد ثقيل، وبعضهن ظهرن يقاتلن على ظهور الدبابات، وأخريات كانت تتولين القيادة.

وبرغم تأكيدات المعارضة السورية والجماعات المسلحة على أن الهدف من إنشاء الكتيبة هو تعويض النقص في الجيش السوري، الذي كان قوامه قبل سنوات الحرب 200 ألف جندي، وانخفض بشكل كبير، إلا أن قائد كتيبة المغاوير شدد على أن الكتيبة جرى تشكيلها بقرار مباشر من باشر الأسد لدفع دور المرأة السورية، والتأكيد على دور السيدات السوريات في أرض المعركة، وقدرتهن على القتال.

مغاوير الأسد- جيش النساء
مغاوير الأسد- جيش النساء

واستخدمت الدعايا الرمادية التي انتهجها النظام وقتها في استقطاب الفتيات من أبناء الطبقة الكادحة، التي أصبحت تعاني لعدم القدرة على الإنفاق وقلة الموارد، وبعضهن كن أرامل جنوده ضحايا الجماعات المسلحة، ووجدت الفكرة استحسانا كبيرا بالفعل في الداخل السوري، خاصة مع ظهور فيديوهات للفتيات وهن يتحدثن عن بطولاتهن في التصدي للعناصر المسلحة.

مغاوير الأسد- جيش النساء
مغاوير الأسد- جيش النساء

أم يزن.. تخصصت في تجنيد النساء 

كانت ريم الشهيرة بأم يزن، مقربة من النظام السوري، وتعد واحدة من أهم الشخصيات، إذ تعد بمثابة رأس الحربة لكتيبة المغاوير النسائية التي عمل النظام على تأسيسها، وعملت على استقطاب السيدات وفق رؤية معينة، إذ كانت تبحث عن الجميلات الحاصلات على قدر من التعليم، ما يساهم في جذب مزيد من الفتيات.

اقرأ أيضا..

شهداء الواجب.. أبطال سطروا أسمائهم في سجل البطولات وضحوا بأرواحهم فداء للوطن

وبحسب روايات بعض أعضاء الكتيبة اللاتي هربن من الخدمة، كانت فتيات الكتيبة تقدمن خدمات غير أخلاقية للرجال المجندين وبعض كبار الضباط، والأمر ذاته أقر به أحد الضباط الفاريين من الخدمة، لكن الأمر بالتأكيد لا ينطبق على كل أعضاء الكتيبة، فبعضهن جاء للانتقام لأزواجهن أو لكسب لقمة العيش، أو ظنا منهم بأنهن يدافعن عن الأرض، ضد الجماعات المسلحة.

تدريبات مغاوير الأسد- جيش النساء
تدريبات مغاوير الأسد- جيش النساء

تدريب فتيات المغاوير على الحرب

تخضع الفتيات اللاتي قررن ترك المدنية خلفهن وارتداء الزي العسكري، لاختبارات عديدة قبل الانضمام إلى كتيبة المغاوير، وبعد ذلك تبدأ مرحلة التدريب التي تستمر قرابة 5 أشهر، حيث تدربن على القتال واستخدام كافة الأسلحة من الخفيفة إلى المدافع الثقيلة وقيادة الدبابات، والقنص.

قناصات مغاوير الأسد
قناصات مغاوير الأسد

وبعد ذلك يتم توزيع المجندات الجدد على الوحدات القتالية حسب ما تبرعن فيه، وفي الأغلب كان يتم استخدام النساء في أمرين، الأول في الأماكن العامة لإظهار التنوع في الجيش، وإظهار النظام كما لو كان يرفع المرأة في مكانة كبيرة في محاولة لتجميل الوجه القبيح، والأمر الثاني في القنص، حيث لا يحتاج الأمر إلا إلى الصبر وكثير من الشجاعة وربأطة الجأش.

مصدر رعب للعناصر المسلحة 

كان القائمون على تدريب وقيادة الكتيبة يعون جيدا المطلوب، ولسنوات عدة كانت الكتيبة بمثابة كابوس للجماعات المسلحة التي حاولت أكثر من مرة الهجوم على الكتيبة وإنهاء خدمتها بشكل نهائي، إذ كانت سببا في تحقيق خسائر كبيرة بالمليشيات، وأدت إلى إثارة الفوضى وسقوط كثير من القتلى في صفوف المسلحين.

اقرأ أيضا..

من النظارة إلى الوزارة.. أشهر وزراء الداخلية في مصر

وعملت «المغاوير» في الخطوط الأمامية ببعض المناطق، حيث تواجدن على جبهات النار بداريا وجوبر، وعملن في بعض الأوقات على سد الثغرات التي تحدث بين القوات، بالإضافة إلى أعمال القنص التي كانت واحدة من مهامهن الأساسية، وكذا عمليات الحراسة والتأمين.

مجندات مغاوير الأسد
مجندات مغاوير الأسد

وبسبب الإزعاج الشديد التي سببته الكتيبة، إذ برعن في عمليات القنص، قامت جماعة «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» باستهداف الكتيبة مرتين في منطقة داريا بهدف تفكيكها وإنهاء عملها على الأرض، حيث كانت بمثابة مصدر رعب للجماعات، فالصبر الذي تتمتع به القناصات، كان كفيلا في بعض الأوقات بمنع كتيبة بالكامل من التحرك خوفا من الموت برصاص المجندات.

تم نسخ الرابط