فتاة البدرشين تعفو عن المتهمين بحبسها 6 سنوات: "صعبوا عليا"

المنزل الذي شهد الواقعة
المنزل الذي شهد الواقعة

لم يتخيل أي شخص قرأ قصتها أو سمع بعض تفاصيلها أنها ستقوم بالتصالح أو التنازل عن حقها تجاه الأشخاص الذين تسببوا في حبسها لمدة 6 سنوات داخل غرفة مظلمة، وتقييدها بسلاسل حديدية بحجة خوفهم من هروبها وإلحاق العار بالعائلة. 

قضت تلك السنوات خلف جدران منزل متهالك، لا يؤنس وحدتها داخله سوى أصوات المارة في الشارع نهارا، ونباح الكلاب ليلا.

لحظات صعبة وقاسية عاشتها "بدرية" داخل منزل بالكاد يصلح لتربية الطيور والماعز. 

خلال تلك الفترة، لم يرحم المتهمون ضعفها ولا توسلاتها المستمرة للخروج إلى الشارع وممارسة حياتها مثل باقي الفتيات في عمرها. 

كان ذنبها الوحيد أنها طلبت الطلاق من زوجها الذي كان يعنفها، وبعد حصولها على حريتها، سرعان ما أصدرت عائلتها عليها حكما قاسيا بالحبس وحرمانها من التواصل مع العالم الخارجي.

بالرغم من قسوة قلوب المتهمين الذين تجردوا من الإنسانية بارتكابهم هذه الفعلة الشنيعة، إلا أن الفتاة وضعتهم جميعا في حالة من الندم والخجل. 

فبعد كل ما عانته من ظلم وعذاب طوال السنوات الست الماضية، توجهت إلى مقر النيابة العامة وقامت بالتنازل عن القضية، مما أدى إلى إخلاء سبيل المتهمين.

وبررت فتاة البدرشين سبب تنازلها عن المتهمين أمام النيابة قائلة: "صعبوا عليا رغم اللي عملوه فيا، لكن هما ما هانوش عليا، وأنا خلاص مش عايزة حاجة غير أعيش حياتي بشكل طبيعي زي الأول".

وتابعت: "اتهموني بالجنون أمام المباحث، ثم حاولوا إلصاق تهم تخل بالشرف، وكل ده بسبب شائعة. لكن أنا النهارده تنازلت عنهم".

قصة حبس فتاة 6 سنوات في البدرشين 

تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة بلاغا من المقدم أحمد يحيى، رئيس مباحث قسم شرطة البدرشين، يفيد بقيام إحدى السيدات بالإبلاغ عن احتجاز ابنتها، البالغة من العمر 25 عاما، داخل غرفة مظلمة بمنزل عمها في نطاق القسم.

على الفور، تم عرض البلاغ على اللواء محمد الشرقاوي، مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة، الذي وجه بسرعة الانتقال لفحص البلاغ والوقوف على ملابساته.

عند الانتقال والفحص، تبين العثور على "بدرية م" محتجزة داخل منزل عمها لمدة 6 سنوات، حيث تم تقييدها ومنعها من الخروج طوال تلك الفترة.

وتبين أن العم وآخرين قاموا بتقييدها داخل المنزل، حيث ربطوها بسلاسل حديدية مثبتة بلحام في حديد بالحائط في قدمها اليمنى.

وبعد إجراء التحريات، تبين أن الفتاة كانت محتجزة في هذه الغرفة لمدة 6 سنوات من قبل أشقاء والدها وأخيها غير الشقيق.

وعقب تقنين الإجراءات، نجحت الأجهزة الأمنية في ضبطهما، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.

تم نسخ الرابط