«شفنا الموت».. سكان عقار الوراق يروون لحظات الانهيار

ظهر اليوم الاثنين، في منطقة الوراق شمال الجيزة، سُمع صوت مفاجئ أشبه بالانفجار.
لم يكن انفجارًا حقيقيًا، بل انهيارًا مفاجئًا لجدار عقار رقم 10، عقار قديم تهالك صبر سكانه قبل أن تتهاوى جدرانه.
ركض السكان إلى الشارع في فزع؛ لم يصب أحد، لكن الجميع كان مصابًا بشيء آخر: الذعر.
«فجأة، الجدار وقع قدامنا»، يقول محمد عبدالعال، أحد سكان العقار، وهو يحاول استعادة لحظة الهروب مع أسرته.
وأكمل: «ما كانش في تحذير مسبق، وكل حاجة حصلت في ثانية، سيبنا الأكل واللبس والعفش، وجريّنا بأرواحنا».
كلمات قليلة تختصر رعبًا طويلًا عاشه السكان منذ سنوات داخل جدران تصرخ ولا يسمعها أحد.
العقار متهالك، هكذا يقول الأهالي، وهكذا تظهر صور المبنى لمن يراها. شكاوى متكررة قُدمت على مدى سنوات، واستغاثات لم تجد سوى التأجيل.
«كأننا مش بشر»، تقول تحية طه، ربة منزل وأم لأطفال صغار، وهي تحتضن طفلتها.
«كل سنة عندنا نفس المشكلة، وكل عيد نخاف ننام، نمشي في الشارع طول الليل عشان ما نموتش تحت الطوب».
بعد الحادث، حضرت قوة من الحي وأغلقت باب العقار الرئيسي، ومنعت الدخول.
إجراء سريع لكنه متأخر، كما تقول الأسر، فالتقارير الهندسية غائبة، والمعاينات مؤجلة، والقرارات تنتظر من يدفع الثمن أولًا.
«إحنا مش عايزين غير الأمان»، تقولها أم هاشم، خمسينية أخرى من سكان العقار، وقد جلست على الرصيف بجوار حقائب قليلة جمعت فيها ما أمكنها من أغراض.
«مش عارفين هنقضي العيد فين، والبيت بقى خطر، وكلنا مهددين نتحط في الشارع»، يتابع السكان «نريد أن نعيش فقط، لا أكثر».