تطور نوعي يرعب الناتو.. ماذا نعرف عن مدفع كواليتسيا الروسي؟

في مؤشر على استمرار السباق التسليحي وتصاعد التوترات الجيوسياسية، يواصل الجيش الروسي تحديث ترسانته العسكرية، حيث برز مدفع الهاوتزر ذاتي الحركة 2S35 Koalitsiya-SV كأحد أكثر الأنظمة المدفعية تطورًا وفعالية في العالم.
جاء ذلك وفق مجلة The National Interest الأمريكية، التي وصفته بأنه المدفع الذي يرعب الناتو وواشنطن.
ظهور أولي وتحديث شامل
كشفت روسيا عن Koalitsiya-SV لأول مرة في استعراض يوم النصر عام 2015 في موسكو.
ويأتي هذا المدفع عيار 152 ملم كبديل متطور للمدفع القديم 2S19 Msta-S، ضمن جهود موسعة لتعزيز القوة النارية للقوات البرية.
تم تطوير هذا النظام على هيكل معدل لدبابة T-90، ويتميز ببرج غير مأهول بالكامل، ما يزيد من حماية الطاقم الذي يتمركز داخل كبسولة مدرعة.
خصائص قتالية فريدة
يُعد المدفع الروسي الجديد من الأنظمة الأكثر تقدمًا بفضل دمج تقنيات الأتمتة الكاملة، ومداه الكبير الذي يصل إلى 70 كيلومترًا (نحو 43 ميلاً)، وسرعة إطلاق تصل إلى 16 طلقة في الدقيقة، متفوقًا بأربعة أضعاف على المدفع الأمريكي M109 Paladin.
كما يتمتع Koalitsiya-SV بقدرة استيعاب 60 إلى 70 قذيفة، مع نظام تحميل آلي، مما يجعله مناسبًا لحروب الاستنزاف والضربات المكثفة التي تنتهجها العقيدة العسكرية الروسية.
تقنية عالية ودقة متفوقة
من أبرز ما يميز النظام الروسي استخدامه المحتمل لرادارات دوبلر لتتبع القذائف وتصحيح مساراتها آنيًا، ما يلغي الحاجة لطلقات التصويب التقليدية ويُحسّن الدقة بشكل كبير.
كما يدعم النظام بيئة رقمية بالكامل، تتيح اختيار الذخائر وتعديل الشحنة وتحديد الأهداف بشكل تلقائي.
من فكرة جريئة إلى إنتاج متسارع
بدأ مشروع Koalitsiya-SV كمفهوم طموح بنظام مزدوج السبطانة، لكنه أُلغي لاحقًا بسبب التعقيد الفني والتكلفة، ليستقر المصممون على مدفع تقليدي أحادي السبطانة أكثر موثوقية.
وبعد اختبارات مكثفة، دخل المدفع مرحلة الإنتاج التسلسلي في أكتوبر 2023، بالتزامن مع الحرب المستمرة في أوكرانيا.
رسالة عسكرية إلى الغرب
تُشير مشاركة المدفع في المعارك الأوكرانية إلى تسارع جهود موسكو لنشر تقنيات متقدمة ميدانيًا، بهدف فرض معادلة ردع جديدة أمام قدرات الناتو.
كما يعكس التصميم البسيط والعملي للنظام الروسي استراتيجية تبتعد عن التعقيد المفرط الذي يميز أنظمة حلف الأطلسي، مفضلةً سهولة الصيانة، وخفض التكاليف، مع الحفاظ على الفاعلية العالية.