شركات أوروبا تسعى للتحرر من الهيمنة الاقتصادية الأمريكية

في تحول لافت بالسياسات الاقتصادية الأوروبية، بدأت شركات فى القارة العجوز تتجه نحو تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة، في ظل تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية وتبحث البنوك الأوروبية عن استقلالية أكبر .
وطلب مجلس إدارة احدى شركات إدارة الأصول الأوروبية الكبرى من رئيسها التنفيذي إعداد دراسة حول "إزالة الطابع الأمريكي" عن الشركة، في خطوة تعكس القلق المتزايد من المخاطر المرتبطة بالاعتماد الكبير على الاقتصاد الأمريكي.
ويؤكد محللون اقتصاديون أن هذا التوجه يعكس رغبة في تقييم المخاطر وإيجاد بدائل تقلل من تأثير السياسات الأمريكية و لا يعني الانفصال الكامل عن الاقتصاد الأمريكي خاصة في ظل موجة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب
وزادت تلك المخاوف بعد فرض واشنطن غرامات ضخمة على مؤسسات مالية أوروبية مثل "دانسكي بنك" و"بي إن بي باريبا" ، الأمر الذي أثار استياء واسعا في الأوساط المالية الأوروبية بسبب ان تلك المخالفات لم ترتكب على الأراضي الأمريكية
وتركز المناقشات الحالية على تعزيز أسواق رأس المال الأوروبية وتخفيف القيود التنظيمية لتقوية الروابط الاقتصادية داخل القارة الأوروبية وبناء منظومة مالية أكثر استقلالية.
وتأمل الشركات الأوروبية في استعادة جزء من الاستثمارات الأمريكية إلى أوروبا فى ظل التوترات الجيوسياسية وهو ما يقلل من المخاطر المرتبطة بالتبعية للولايات المتحدة يعزز الاقتصاد الأوروبي.
تواجه القارة الأوروبية تحدى فى تحقيق الانفصال الكامل عن امريكا فهناك بعض القطاعات وخاصة التكنولوجيا معتمدة بشكل كبير على السوق الأمريكية كمصدر رئيسي لرأس المال والفرص التجارية، مما يجعل من الصعب تحقيق انفصال كامل.