رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس مجلس التحرير
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
معتز سليمان

رئيس المنتدى العربي الأوروبي: منح الألقاب مقابل المال يتعارض مع المواثيق الدولية

أيمن نصري
أيمن نصري

علّق أيمن نصري، رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان بجنيف، على المقترح الذي طرحه المفكر السياسي الدكتور أسامة الغزالي حرب بشأن إعادة إحياء لقب "الباشا" في مصر، مقابل مساهمات مالية من الأثرياء لصالح الدولة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل عودة إلى الوراء وتناقضًا صارخًا مع مبادئ العدالة الاجتماعية والمساواة التي أرستها ثورة يوليو 1952.

وقال نصري في تصريات خاصة ل" تفصيلة"  إن "كلمة باشا" مشتقة من التركية العثمانية، وكانت تُمنح تشريفيًا من السلطان لكبار الساسة والشخصيات الهامة، بما يعادل لقب "لورد" في الثقافة البريطانية، وقد ظلت هذه الألقاب رمزًا للوجاهة الاجتماعية طوال قرون من الحكم الإقطاعي، حتى أُلغيت رسميًا عقب الثورة بموجب القرار رقم 68، ضمن سعي الدولة إلى القضاء على التمييز الطبقي وتعزيز مبدأ المواطنة.

واعتبر أن استدعاء هذه الألقاب من الذاكرة التاريخية، تحت أي مسمى أو صيغة، هو بمثابة إحياء لثقافة الإقطاعيين التي عانى منها الشعب المصري طويلًا، مشيرًا إلى أن هذه المرحلة كانت شاهدة على ظلم وقهر واسع، حيث سادت فيها أنظمة السُخرة والاستغلال الطبقي، وارتبط لقب "الباشا" في وجدان المواطن البسيط بالهيمنة والتمييز.

وشدد نصري على أن منح ألقاب مقابل مساهمات مالية، وإن كانت طوعية، يمثل انتهاكًا واضحًا للمعايير الدولية، وعلى رأسها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادر عن الأمم المتحدة عام 1966، والذي ينص على المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات دون تمييز بسبب الوضع الاجتماعي أو الثروة.

 كما نبّه إلى أن منح مثل هذه الألقاب قد يُسهم في تعزيز النفوذ المجتمعي غير المشروع ويُحدث شرخًا في النسيج الوطني، ويزيد من مشاعر الإقصاء والإحساس بالظلم.

وأشار رئيس المنتدى إلى أن هذه الممارسات، حتى وإن جاءت في صورة رمزية، فإنها تغذي ثقافة طبقية مرفوضة يجب محاربتها، خاصة في دول العالم الثالث، حيث يسهل على أصحاب النفوذ المالي شراء المكانة والسطوة الاجتماعية، وهو ما يتنافى مع مبدأ تكافؤ الفرص.

ولفت إلى أن المجتمع المصري لا يزال يحمل بقايا هذه الثقافة، حيث تنتشر بشكل مفرط مفردات مثل "الباشا" و"البيه" و"صاحب السعادة"، داعيًا إلى دور أكثر فاعلية من وسائل الإعلام، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الدينية، في التوعية بمخاطر هذا النمط من التصنيف الاجتماعي، الذي يهدد مبدأ المواطنة ويؤدي إلى انقسامات مجتمعية خطيرة.

وختم نصري تصريحاته بالتأكيد على ضرورة تكريم النماذج الحقيقية التي تستحق الألقاب الرمزية والتقدير المجتمعي، مشيرًا إلى أن الأبطال الحقيقيين هم شهداء القوات المسلحة والشرطة، وخط الدفاع الأبيض من الأطباء والممرضين الذين أنقذوا أرواح آلاف المصريين خلال جائحة كورونا. 

وقال: "هؤلاء هم باشوات مصر الحقيقيون، إن جاز التعبير، ولكننا نفضل تسميتهم بما يليق ببطولاتهم: الأبطال والشهداء"

تم نسخ الرابط