الأمم المتحدة تطالب بوقف فوري للقتال في السودان

دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بشدة الهجمات التي طالت مخيمات النازحين بمدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، داعياً إلى وقف فوري للقتال والانخراط في عملية سياسية شاملة تمهّد الطريق لتحقيق السلام والاستقرار في السودان.
وفي بيان صادر عن مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة، الأحد، أعرب جوتيريش عن بالغ القلق إزاء تصاعد العنف ضد المدنيين، لافتاً إلى سقوط العديد من الضحايا في الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك والمناطق المحيطة، التي تضم أعداداً كبيرة من النازحين الفارين من القتال.
وأشار البيان إلى أن مدينة الفاشر تعاني من حصار مستمر منذ أكثر من عام، ما أدى إلى حرمان مئات الآلاف من السكان من المساعدات الإنسانية الضرورية، بما في ذلك الغذاء والرعاية الصحية.
وأكد الأمين العام أن استهداف المدنيين والهجمات العشوائية محظورة تماماً بموجب القانون الإنساني الدولي"، مشدداً على ضرورة احترام العاملين في المجالين الإنساني والطبي، وتوفير الحماية لهم أثناء أداء مهامهم.
كما دعا جوتيريش إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات، مشيراً إلى أن إنهاء القتال هو السبيل الوحيد لإنقاذ الأرواح وتمهيد الطريق نحو تسوية سياسية شاملة تنهي الصراع المستمر منذ أكثر من عام.
وفي وقت سابق من فجر الأحد، أعلنت منسقية مقاومة الفاشر أن هجمات قوات الدعم السريع أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 320 شخصاً، بينهم جميع أفراد الطاقم الطبي المتبقّي في مخيم زمزم، بحسب ما أوردته الأمم المتحدة.
في المقابل، نفت قوات الدعم السريع عبر قناتها على تلجرام مسؤوليتها عن استهداف المخيم، ووصفت ما تم تداوله من مقاطع مصورة بأنه "محاولات لتشويه سمعتها.
وتشهد مدينة الفاشر، منذ 10 مايو 2024، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على الرغم من التحذيرات الدولية من التبعات الإنسانية الخطيرة للمعارك في المدينة، التي تُعد مركزاً رئيسياً للعمليات الإنسانية في إقليم دارفور.
ويخوض الطرفان حرباً دامية منذ أبريل 2023، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل، ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فيما رجّحت دراسة صادرة عن جامعات أمريكية أن عدد القتلى قد تجاوز 130 ألفاً.
وتشهد مناطق واسعة من السودان تحولات ميدانية متسارعة، حيث بات الجيش يفرض سيطرته على معظم مناطق العاصمة الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان، فضلاً عن سيطرته على مدينة الفاشر، في وقت تقلصت فيه مساحة نفوذ الدعم السريع إلى أجزاء من ولايات كردفان والنيل الأزرق و4 من ولايات دارفور.