الرئيس السيسي يلتقي مجتمع الأعمال القطري: مصر ترحب بالشراكة التنموية
في إطار جولته الخليجية، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، بممثلي مجتمع الأعمال القطري في العاصمة الدوحة، بحضور عدد من كبار المسؤولين القطريين، من بينهم الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، وعدد من الوزراء ورؤساء الهيئات الاقتصادية، إلى جانب كبار رجال الأعمال القطريين وممثلي كبرى الشركات العاملة في السوق المحلي.
تعزيز التعاون الاقتصادي العربي
واستهل الرئيس السيسي اللقاء بالتأكيد على أن السنوات الأخيرة شهدت تحديات اقتصادية غير مسبوقة على مستوى العالم، من تداعيات جائحة كورونا، إلى اضطرابات أسواق الغذاء والطاقة، وصولًا إلى التوترات التجارية الراهنة. وأوضح أن هذه المتغيرات تؤكد الحاجة الماسة لتكاتف الجهود العربية لتعزيز التكامل الاقتصادي، مشددًا على أهمية دور رجال الأعمال في هذا المسار.
وجهة واعدة للاستثمار القطري
ودعا الرئيس السيسي الشركات القطرية لتوسيع استثماراتها في مصر، مؤكدًا أن المناخ الاستثماري في البلاد بات أكثر استقرارًا وجاذبية، بفضل ما تتمتع به مصر من: موقع استراتيجي مميز، وقوى عاملة ماهرة وتكلفة تنافسية، وبيئة تشريعية مشجعة، وبنية تحتية قوية وموانئ متطورة، واتفاقيات تجارة حرة مع الأسواق العربية والإفريقية.
كما استعرض الفرص الاستثمارية المتنوعة في قطاعات الاتصالات، الطاقة المتجددة، السياحة، الصناعة، وتكنولوجيا المعلومات، مع التركيز على الصناعات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وتوطين التكنولوجيا.
بيئة استثمارية مستقرة وجاذبة
وأكد الرئيس أن مصر توفر بيئة آمنة ومستقرة مواتية للاستثمار، ليس فقط نتيجة للسياسات الأمنية، بل بفضل وعي المواطن المصري بأهمية الأمن والاستقرار في دعم الاقتصاد الوطني. وأشار إلى استمرار مشروعات البنية التحتية الكبرى، والمدن الذكية، وممرات لوجستية متكاملة تخدم الربط التجاري الدولي.
استثمارات ضخمة
وقدّم وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، المهندس حسن الخطيب، عرضًا حول جهود الدولة في تهيئة البنية التحتية، مشيرًا إلى استثمار نحو 550 مليار دولار خلال السنوات العشر الماضية في مشروعات تشمل:
- إنشاء أكثر من 7000 كيلومتر من الطرق
- 24 مدينة جديدة
- تطوير الموانئ
- سياسات مالية وتجارية محفزة
- مستهدفات بزيادة الصادرات إلى 145 مليار دولار بحلول 2030
نحو 70% مشاركة للقطاع الخاص
أوضح الوزير أن الحكومة تعمل على رفع مشاركة القطاع الخاص إلى 70% من حجم النشاط الاقتصادي، بالإضافة إلى دعم دور الصندوق السيادي، وتحقيق الشفافية في المنافسة بين جميع الأطراف، بما في ذلك إلغاء المعاملة التفضيلية لجهات الدولة في بعض الأنشطة الاقتصادية.
حوار مفتوح مع رجال الأعمال القطريين
شهد اللقاء حوارًا تفاعليًا بين الرئيس السيسي وممثلي كبرى الشركات القطرية، تناول سبل تعزيز التعاون الاستثماري، حيث أكد الرئيس أن مصر تجاوزت تحديات اقتصادية صعبة بفضل إصلاحات جريئة، ولم تعد هناك عقبات أمام المستثمرين في تحويل الأرباح، مشيرًا إلى تطبيق نظام "الرخصة الذهبية" و"الشباك الواحد" لتيسير الإجراءات.
فرص استثمارية واعدة في السياحة والزراعة واللوجستيات
ودعا الرئيس السيسي رجال الأعمال القطريين للاستثمار في مجالات متعددة أبرزها:
- السياحة: رفع عدد السائحين إلى 30 مليون سنويًا
- الزراعة: استصلاح 2 إلى 3 ملايين فدان
- اللوجستيات: عبر 7 محطات لوجستية تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط
- صناعة السيارات: خصوصًا السيارات الكهربائية
- الصحة والتعليم: بناء مستشفيات وجامعات عالمية
- الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: تصنيع أجهزة المحمول في مصر
- الطاقة المتجددة: تحقيق 42% من الطاقة النظيفة بحلول 2030
رسالة ترحيب وشراكة
في ختام اللقاء، أكد الرئيس السيسي أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وقطر شهدت طفرة نوعية خلال السنوات الأخيرة، ووجه رسالة ترحيب إلى مجتمع الأعمال القطري، داعيًا إياهم ليكونوا شركاء حقيقيين في مسيرة التنمية والازدهار التي تشهدها مصر.
