رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس مجلس التحرير
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
معتز سليمان

زيارة الرئيس السيسي إلى قطر.. صفحة جديدة من الشراكة ورسائل تتجاوز السياسة (فيديو)

الرئيس السيسي وأمير
الرئيس السيسي وأمير قطر تميم

في توقيت بالغ الأهمية إقليميًا، جاءت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة القطرية الدوحة، لتفتح فصلًا جديدًا في مسار العلاقات الثنائية بين القاهرة والدوحة، وتبعث برسائل متعددة الأبعاد، تتجاوز الجانب البروتوكولي التقليدي إلى آفاق سياسية، اقتصادية، وإنسانية، تؤسس لمعادلة "الربح المشترك" بين البلدين.

ورغم التوترات السابقة ومحاولات الوقيعة التي شهدتها العلاقات، أثبتت الزيارة الأخيرة أن باب الخلاف أُغلق تمامًا، وأن هناك إرادة سياسية من الجانبين لإعادة صياغة العلاقة على أسس متينة من المصالح المتبادلة، والشراكة الاستراتيجية، والاحترام المتبادل.

من المصالحة إلى الشراكة الاستراتيجية

لقاء الرئيس السيسي بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حمل مضامين واضحة: الحديث لم يكن عن "مجاملات دبلوماسية"، بل عن مشروعات بمليارات الدولارات، وتعاون ممتد في قطاعات استراتيجية، من الزراعة والصناعة إلى السياحة والبنية التحتية والخدمات المالية.

الحكومة المصرية حددت سقفًا أوليًا لهذا التعاون، معلنة عن استثمارات قطرية مرتقبة بقيمة 2 مليار دولار خلال 2025، على أن تصل إلى 6 مليارات دولار إضافية حتى منتصف 2027، ما يعكس تحولًا في مستوى العلاقة نحو شراكة طويلة الأمد وليست آنية.

رسالة اقتصادية شاملة

اللافت في حديث الرئيس السيسي هو التركيز على تفاصيل عملية وقطاعات واعدة، حيث دعا المستثمرين القطريين إلى المشاركة في استصلاح 2 إلى 3 ملايين فدان من الأراضي الزراعية.

وأكد على انفتاح مصر على الاستثمار في صناعة السيارات الكهربائية، إلى جانب قطاعات التعليم والصحة، بما يؤسس لبنية تنموية مستدامة.

الرؤية المصرية، كما عبّر عنها الرئيس، لا تنحصر في جذب رؤوس الأموال، بل تتطلع إلى نقل خبرات، توفير فرص عمل، وخلق مستقبل مشترك ينعكس على استقرار المنطقة بأسرها.

السياسة في خدمة المصالح العربية

تأتي زيارة السيسي في وقت تُبذل فيه جهود إقليمية كبرى لاحتواء أزمات المنطقة، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات في عدة ملفات، أبرزها العدوان الإسرائيلي على غزة. 

ورغم ذلك، لم تُهمل القاهرة دورها في تعزيز وحدة الصف العربي ومد جسور التواصل مع دول الخليج، وفي مقدمتها قطر.

وتُعد هذه الزيارة بمثابة رد مباشر على كل محاولات التشويه أو التشكيك في نوايا التقارب، ورسالة سياسية تقول بوضوح: "وحدة الصف أقوى من الفتنة، والمستقبل لا يُبنى إلا بالشراكة".

من التصعيد إلى البناء

في خضم التحديات، اختارت مصر وقطر أن تضعا الخلافات جانبًا، وتبنيا مستقبلًا من التعاون المثمر. 

وبهذا، تسير العلاقات بين البلدين نحو مرحلة جديدة، عنوانها: "نحن أقوى ببعض... ومكملين لبعض".

تم نسخ الرابط