صفقة بـ500 مليار دولار

بينهم أغنى رجل في العالم.. ترامب يخطط للسيطرة على تيك توك وإقصاء التنين الصيني

أزمة تيك توك بين
أزمة تيك توك بين الصين وأمريكا

على مدار سنوات، مثل تطبيق تيك توك أزمة حقيقية للولايات المتحدة الأمريكية، باعتباره يمثل خطرا على الأمن القومي لأمريكا بحسب بعض الأجهزة الأمنية، التي رأت أن التطبيق لديه بيانات كثير من المستخدمين الأمريكيين، وهو ما يمثل أزمة في المستقبل، خاصة في ظل خوارزميات معقدة يعمل وفقها التطبيق، الذي يحتل المرتبة رقم 1 في أمريكا.

وخلال الفترة الماضية، كان تطبيق تيك توك واحدا من ملفات كثيرة مثلت نقاط خلاف بين واشنطن وبكين، على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني، وهو ما دفع أمريكا في وقت سابق إلى عرض شراء التطبيق بأي ثمن، وقوبل هذا الأمر برفض كامل من قبل الصين، التي وافقت بعد ضغوط على أن تكون السيرفرات في أمريكا، بينما تؤكد الولايات المتحدة أن بكين قادرة على فتح السيرفرات من أي مكان، وهو ما يمثل خطرا لا يمكن تجنبه.

حرمان 170 مليون أمريكي من تيك توك

ونتيجة للموقف الأمريكي جرى وقف التطبيق في الولايات المتحدة بشكل مؤقت مع بداية العام 2025، ولم يعد متاحا في متجر أبل ستور، أو جوجل بلاي، ليحرم 170 مليون أمريكي من مستخدميه من الوصول إليه، قبل أن يعود الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، ويوقع قرارا تنفيذيا فور وصوله إلى المكتب البيضاوي، بالسماح للتطبيق بالعمل لفترة 75 يوما، حتى توفيق أوضاعه.

 تشانغ يي مينمؤسس مجموعة بايت دانس الصينية المالكة لتطبيق تيك توك
 تشانغ يي مينمؤسس مجموعة بايت دانس الصينية المالكة لتطبيق تيك توك

وتضغط أمريكا على  تشانج يي مين، مؤسس مجموعة بايت دانس الصينية المالكة لتطبيق تيك توك بكل قوة للحصول على التطبيق، أو ما نسبته 50% على الأقل منه، وهو ما وصفه بعض السياسيين الصينيين بأنه محض خيال، بينما تشير الأحداث إلى أن دونالد ترامب ناقش فكرة الشراء مع عدد من رجال هذه الصناعة، للحصول على التطبيق، حتى أنه تطرق إلى الثمن الذي يمكن دفعه في المقابل، إذ يبدو أنه يسعى بكل الطرق لحل الأزمة العالقة.

تريليون دولار لشراء تيك توك

خلال توقيع القرار القاضي بإعادة الحياة إلى الهواتف الأمريكية، عبر السماح لتيك توك بالعمل لفترة مؤقتة، تحدث ترامب عن التكلفة المقترحة لشراء تيك توك، مشيرا إلى أن قيمته السوقية تقارب تريليون دولار أمريكي، ما يعني أن الصفقة قد تتم بمبلغ 500 مليار دولار، قيمة نصف الأسهم، إذ يعي جيدا أن الصين لن تفرط في التطبيق الذي تعتبره بمثابة واحدة من القوة الناعمة التي تمتلكها، والتي مكنتها من معرفة توجهات الأفراد وطريقة تفكيرهم في أمريكا.

تيك توك
تيك توك

ويضع هذا الرقم تيك توك في صدارة المنصات من حيث القيمة المالية، إذ أنه يعد الأغلى على الإطلاق بقيمة سوقية تصل إلى تريليون دولار رغم أن هذا التقدير قد يكون أولي، وربما يتجاوز الأمر هذا الرقم بقليل.

من يشتري تيك توك؟

موقف ترامب الحالي يشير إلى أنه يسعى لتقليل حدة التوتر بينه وبين مالك الشركة من جهة، ومحاولة التهدئة مع الحكومة الصينية من جهة أخرى، وهو ما دفع بالبعض إلى الإشارة إلى رجل الأعمال إليون ماسك مالك باعتباره أغنى رجل في العالم للاستحواذ على التطبيق.

بينما تنافس عدد من الشركات الأمريكية في الصفقة الكبيرة، ففي عام 2020 وفي خضم المعركة بين الإدارة الأمريكية والصين، أعلنت كل من «أوراكل» و«وول مارت» عن توصلها إلى اتفاق للاستحواذ على المنصة، إلا أن إدارة بايدن أوقفت الصفقة بسبب المخاوف الأمنية، وهو ما تغير الآن، إذ أن الحكومة الأمريكية أصبحت بمثابة وسيط في الصفقة.

ودخل في السباق للاستحواذ على تيك توك، مجموعة «مشروع الحرية» بقيادة رجل المال والأعمال الأمريكي فرانك ما كورت، وكذا الملياردير كيفن أوريلي، في حين سيتمسك مالك تيك توك بأن تظل الخوارزميات ملك لشركة «بايت دانس» الصينية مالكة التطبيق.

أمازون تخطط للاستحواذ على تيك توك

وفي ظل صراع أصحاب رؤوس الأموال وتهافتهم على شراء التطبيق، تشير بعض التقارير الأمريكية، إلى أن أمازن دخلت على الخط، باعتبارها ثالث أكبر معلن على التطبيق الصيني، لتسعى بدورها للاستحواذ عليه، في وقت أعلنت فيه «رامبل» وهي منصة لمشاركة الفيديوهات عن تطلعها لشراء التطبيق.

أزمة حقيقية تواجه المالك الجديد

تعتبر الحكومة الصينية نفسها جزء لا يتجزأ من إدارة تطبيق تيك توك المملوك لـ«بايت دانس» ، وبالتالي قد ترفض بشكل قاطع أي صفقة تتعلق بالبيع، بالإضافة إلى أن بعض القوانين الأمريكية ستكون عائقا في سبيل امتلاك أمريكا للتطبيق، إذ يحتاج الأمر إلى تدخل الكونجرس لتعديل بعض المواد.

وتكمن المشكلة الأكبر في خوارزميات عمل التطبيق التي تمثل لغزا كبيرا لأمريكا، وقد تمثل تحديا أكبر للمالك الجديد، إذ من المتوقع أن ترفض بايت دانس، تسليم خوارزميات التطبيق للمستحوذ الجديد، وقد تشترط أن يجري بيع التطبيق بعيدا عن الخوارزميات، وهي العنصر الأساسي في التطبيق، وهو التحدي الحقيقي الذي سيكون بمثابة الأزمة الكبيرة في التفاوض.

تم نسخ الرابط