رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس مجلس التحرير
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
معتز سليمان

شاهد| تكريم استثنائي لحلم لم يكتمل.. سر مناقشة جامعة الأزهر رسالة دكتوراه لباحثة بعد وفاتها

الباحثة الراحلة هانم
الباحثة الراحلة هانم محمود اليزيد

في واقعة نادرة وغير مسبوقة في تاريخها، قررت جامعة الأزهر مناقشة رسالة دكتوراه بعد وفاة الباحثة صاحبتها، تقديرًا لجهودها الاستثنائية ومسيرتها الأكاديمية المتميزة، ولتأكيد أن العلم لا يموت حتى وإن غاب أصحابه.

البطلة في هذه القصة الإنسانية المؤثرة هي الباحثة الراحلة هانم محمود اليزيد أبو العزم، والتي كانت تستعد لمناقشة رسالتها في قسم الدراسات الإسلامية والعربية، وقد أنجزت ما يزيد عن 700 صفحة علمية وُصفت بأنها واحدة من أقوى وأدق الرسائل العلمية في تاريخ القسم، بحسب ما أكده مشرفها الأكاديمي الدكتور أحمد السوداني.

رسالة لم تكتمل

كانت الباحثة، البالغة من العمر 39 عامًا، قد استعدت بالكامل لمناقشة رسالتها في 31 ديسمبر 2024، وجهزت كافة الإجراءات والمستندات الخاصة بها، ولكن ساعات قليلة قبل الموعد المحدد، ساءت حالتها الصحية بشكل مفاجئ، وتم نقلها إلى المستشفى، حيث وافتها المنية قبل أن تحقق حلمها الأكبر.

الدكتور أحمد السوداني، مشرف الرسالة، قال في تصريحات خاصة لـ"تفصيلة" إنه كان على تواصل مباشر مع الباحثة حتى اللحظات الأخيرة، وحين علم بتدهور حالتها، تواصل فورًا مع رئاسة الجامعة واقترح مناقشة الرسالة ولو بشكل رمزي، من أجل توثيق مجهود الباحثة وحفظ حقها العلمي.

حدث غير مسبوق في تاريخ الأزهر

واستجابة لهذه المبادرة النبيلة، وافقت الجامعة على إجراء مناقشة رمزية للرسالة رغم غياب صاحبتها، في حدث يحدث لأول مرة في تاريخ جامعة الأزهر، ووصفت الرسالة بأنها "نموذج يحتذى في الانضباط الأكاديمي والدقة العلمية"، ما دفع الجامعة إلى اتخاذ هذا القرار تكريمًا لروح الباحثة وإيمانًا بقيمة العلم.

وأكد المشرف أن هدفه من هذه المناقشة كان حماية الرسالة من السرقة أو الإهمال، خاصة أنها تمثل إنتاجًا علميًا فريدًا، يليق بتوثيقه في سجل الجامعة.

تكريم علمي وإنساني

جاءت المناقشة الرمزية تكريمًا لروح هانم محمود، التي لم يمهلها القدر تحقيق حلمها، لكنها تركت وراءها إرثًا علميًا وإنسانيًا، وقصة ستبقى خالدة في سجل الأزهر، عنوانها: "الاجتهاد لا يُنسى، والحلم لا يُدفن، والعلم لا يموت".

تم نسخ الرابط