تفاصيل مرض سرطان الدم الذي تسبب في وفاة سعد محمد لاعب الزمالك

استيقظت جماهير الكرة المصرية، اليوم الخميس، على خبر وفاة سعد محمد، لاعب الزمالك السابق، بعد صراع طويل مع مرض سرطان الدم، الذي أُصيب به عام 2018، وخضع بسببه لرحلة علاج استمرت نحو سبع سنوات.
ورغم تعافيه لفترة من المرض، فإن السرطان عاد ليهاجمه مرة أخرى، مما تسبب في وفاته.
سرطان الدم.. المرض الذي أنهى حياة سعد محمد
يُعد سرطان الدم هو المرض الذي أصاب سعد محمد، وهو نوع من السرطانات التي تُصيب الدم أو نخاع العظم، ويؤثر بشكل أساسي على خلايا الدم البيضاء.
يحدث هذا المرض نتيجة خلل في إنتاج خلايا الدم، حيث تنمو الخلايا وتنقسم بطريقة غير منضبطة.
وعادةً ما يُصيب سرطان الدم الأشخاص فوق سن 55 عامًا، إلا أنه يُعد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الأطفال والمراهقين دون سن 15 عامًا.
سرطان الدم.. حاد ومزمن
يتطور سرطان الدم الحاد بسرعة كبيرة، ويؤدي إلى تراكم الخلايا غير الناضجة (الأرومية) في نخاع العظم والدم.
ويُظهر فحص الدم أن أكثر من 20% من الخلايا هي خلايا غير ناضجة، خرجت من نخاع العظم قبل نضوجها، ولا تقوم بوظائفها بالشكل المطلوب.
أما سرطان الدم المزمن، فيتطور ببطء، ما يسمح بإنتاج خلايا أكثر نضجًا وكفاءة، وتكون نسبة الخلايا الأرومية فيه أقل من 20% حسب فحوصات الدم.
اللوكيميا الليمفاوية والنخاعية
يُصنَّف سرطان الدم أيضًا حسب نوع الخلايا المُصابة:
اللوكيميا الليمفاوية: تحدث عندما تؤثر التغيرات السرطانية على الخلايا الليمفاوية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن وظائف الجهاز المناعي.
اللوكيميا النخاعية: تُصيب نوعًا مختلفًا من خلايا نخاع العظم التي تُنتج خلايا الدم الأخرى.
كيف يتسبب سرطان الدم في الوفاة؟
يحدث سرطان الدم عند حدوث تلف في الحمض النووي للخلايا الدموية النامية، مما يؤدي إلى نموها السريع وغير المنضبط.
عادةً، تموت خلايا الدم السليمة بعد فترة، وتنمو خلايا جديدة لتحل محلها. ولكن في حالات اللوكيميا، لا تموت الخلايا المصابة، بل تتكاثر بشكل مفرط وتزاحم الخلايا السليمة.
ومع استمرار إنتاج الخلايا السرطانية، يتزاحم نخاع العظم، ويقل إنتاج خلايا الدم السليمة، مما يؤثر على كفاءة الجهاز المناعي، ويُضعف الجسم، ويؤدي في نهاية المطاف إلى مضاعفات خطيرة تُهدد الحياة.

يحدث سرطان الدم النقوي عندما تؤثر التغيرات على خلايا نخاع العظم المسؤولة عن إنتاج خلايا الدم، بدلاً من التأثير المباشر على خلايا الدم نفسها.
سرطان الدم الليمفاوي الحاد
يُعد الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL)، إلا أن هذا النوع من السرطان قد يُصيب البالغين أيضًا، وغالبًا ما يظهر لدى من تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.
ويُلاحظ أن نحو 60% من الحالات تحدث بين الأطفال.
سرطان الدم الليمفاوي المزمن
يُصيب سرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL) غالبًا الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا، ولكنه قد يظهر لدى بعض البالغين الأصغر سنًا.
ويمثل هذا النوع حوالي 25% من حالات سرطان الدم الجديدة، ويُعد أكثر شيوعًا بين الذكور مقارنة بالإناث، بينما يُعد نادر الحدوث لدى الأطفال.

أعراض سرطان الدم
تختلف أعراض سرطان الدم (اللوكيميا) باختلاف نوعه، وتشمل أهم الأعراض ما يلي:
ظهور كدمات أو نزيف
يؤثر سرطان الدم على الصفائح الدموية في الجسم، مما يُصعّب من عملية تخثر الدم.
قد يُصاب الشخص بكدمات بسهولة وبشكل متكرر، وقد يعاني من جروح صغيرة تنزف بغزارة وتلتئم ببطء، بالإضافة إلى نزيف من الأنف أو اللثة.
كما قد تظهر على الجلد نقط حمراء صغيرة أو بقع أرجوانية.
الإصابة بعدوى متكررة
تُعد خلايا الدم البيضاء أساسية لمكافحة العدوى، وإذا لم تعمل بشكل صحيح، فقد يُصاب الشخص بعدوى متكررة.
وفي بعض الحالات، قد يُهاجم الجهاز المناعي خلايا الجسم نفسه.
فقر الدم
مع تناقص عدد خلايا الدم الحمراء الفعالة، قد يُصاب الشخص بفقر الدم، وهو ما يحدث عندما لا يكون هناك ما يكفي من الهيموغلوبين في الدم.
وتشمل أعراض فقر الدم: الإغماء، الدوخة، الضعف، التعب، ضيق التنفس، سرعة ضربات القلب، آلام الجسم، والشحوب.
أعراض أخرى
من الأعراض المحتملة الأخرى: الغثيان، الحمى، آلام العظام، وفقدان الوزن.
وقد تظهر أعراض سرطان الدم (اللوكيميا) أيضًا في حالات مرضية أخرى، لذلك يُنصح أي شخص يشعر بالقلق من هذه الأعراض بطلب المشورة الطبية، حيث سيُجري الطبيب الفحوصات اللازمة لتحديد السبب.
العلاج
تعتمد خيارات العلاج على نوع سرطان الدم، وعمر المريض، وحالته الصحية العامة.
وتشمل خيارات العلاج التي قد يوصي بها الطبيب ما يلي:
العلاج الكيميائي
العلاج الإشعاعي
العلاج الموجه
العلاج المناعي
زراعة نخاع العظم
جراحة استئصال الطحال
زراعة الخلايا الجذعية مع العلاج الكيميائي
سيُصمم فريق رعاية مرضى السرطان خطة العلاج بما يتناسب مع نوع سرطان الدم، علمًا بأن العلاج المبكر يكون أكثر فعالية.