أغرب مشاهد "رحيل" سليمان عيد: كيف ودّع الحياة بدور "ميت"؟ (فيديو)

لم يكن نجم شباك، لكنه كان نجم قلوب. الفنان سليمان عيد، صاحب الضحكة الطيبة والحضور العفوي، رحل عن عالمنا بهدوء يشبه روحه، تاركًا وراءه إرثًا من البهجة والذكريات التي لن تنسى.
وداع في صمت.. بعد آخر دور "ميت"
الغريب، وربما المؤلم، أن آخر ظهور سينمائي للفنان الراحل كان من خلال فيلم "فار بـ7 أرواح"، حيث قدّم شخصية ميت، وكأنها رسالة وداع مبكرة، وبروفة حقيقية على مشهد الرحيل الذي لم يتوقعه أحد بهذا القرب.
الخبر جاء مفاجئًا، وأعلنه نجله عبد الرحمن سليمان عيد عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، في لحظة خيم عليها الحزن على كل محبي الراحل.
وقد أُقيمت صلاة الجنازة في المجمع الإسلامي بالشيخ زايد، على أن يُقام العزاء بمسجد الشرطة، وسط حضور لافت من نجوم الفن والإعلام الذين لم يتمالك بعضهم دموعه.
"من عزاء لصلاة جنازته"
واحدة من أكثر المفارقات ألمًا أن الفنان الراحل كان قبل وفاته بساعات فقط، يُقدّم واجب العزاء في صديقه المقرب المنتج والممثل صلاح حسن، والذي كان أيضًا آخر من نعاه الراحل عبر منشور مؤثر على فيسبوك كتب فيه: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. انتقل إلى رحمة الله الصديق الطيب المحترم الأخ صلاح حسن".
ليتحول هذا المنشور من رثاء صديق، إلى كلمات وداع أخيرة قبل الرحيل.
انهيارات في الجنازة.. وصلاح عبد الله يفقد وعيه
الجنازة شهدت مشاهد مؤثرة، كان أبرزها انهيار الفنان صلاح عبد الله بالبكاء، إلى حد فقدانه الوعي، قبل أن يكتب رسالة نعي موجعة عبر حسابه الرسمي قال فيها: "أطمن ياسولوم، ما تقلقش عليّا، أنا بقيت كويس وبطلت عياط، وبادعيلك من قلب قلبي.. نومة هنية في الجنة يا سليمان بإذن الرحمن الرحيم".
أيضًا كان من أبرز الحضور الفنان حمدي الميرغني، الذي تأثر بشدة، ليس فقط لعلاقته الفنية بسليمان، بل لقرابته به، حيث إن الراحل كان خاله.
"كان الناس بتحبه قبل ما يضحّكهم"
حضر العزاء عدد كبير من نجوم الفن، من بينهم أحمد السقا، كريم محمود عبد العزيز، هاني رمزي، أشرف زكي، رامي رضوان، وطارق علام، وجميعهم أجمعوا على أن سليمان عيد كان إنسانًا طيب القلب، خفيف الظل، نقيّ النية.
كريم محمود عبد العزيز تحديدًا، عبّر عن حزنه الشديد، ونعى الراحل الذي جمعته به لحظات طريفة وذكريات نشر بعضها مؤخرًا على "تيك توك".
لم يسعَ للبطولة.. لكنه خطف القلوب
ربما لم يحصل سليمان عيد على بطولة مطلقة في السينما، لكنه كان "البطل" في كل مشهد شارك فيه. حضوره كان نادرًا، وروحه كانت قادرة على سرقة الضحكة في صمت.
رحل.. لكن ضحكته باقية
"سليمان عيد" غاب بجسده، لكن حضوره باقٍ في ذاكرة الناس. فنان لم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل حالة مصرية خالصة من البساطة والجدعنة والبهجة. وها نحن نودّعه، بنفس الحنين اللي كنّا بنستناه بيه في أي عمل يظهر فيه.
وداعًا يا سليمان.. ضحكتك مكملة، وذكراك دايمًا منورة.