رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان

محادثات نووية غير مباشرة بين أمريكا وإيران في روما.. هل تكسر الجمود؟

إيران وأمريكا وجهاً
إيران وأمريكا وجهاً لوجه في روما

تنطلق اليوم السبت في العاصمة الإيطالية روما جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن البرنامج النووي الإيراني، وسط مساعٍ دبلوماسية مكثفة لكسر الجمود وإحياء مسار التفاوض المتعثر.

وتُعقد المحادثات بوساطة سلطنة عمان، التي تلعب دورًا فاعلًا في تقريب وجهات النظر بين الجانبين، في أعقاب جولة أولى وُصفت بـ"البنّاءة" جرت هذا الشهر في العاصمة العُمانية، مسقط.

ويمثل الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، في حين يقود الفريق الأمريكي ستيف ويتكوف، مبعوث الإدارة الأمريكية للشرق الأوسط، في إطار محادثات غير مباشرة يتم فيها تبادل الرسائل والمقترحات عبر الوسيط العُماني.

ويبقى السؤال: هل تنجح روما في أن تكون نقطة تحوّل في المسار النووي الإيراني، أم أنها ستكون محطة جديدة في طريق طويل من المفاوضات الشائكة؟

العودة إلى الطاولة.. بشروط جديدة

ويأتي هذا التحرك في ظل رغبة معلنة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – الذي عاد إلى سدة الحكم في يناير الماضي – في إعادة ضبط العلاقة مع إيران، لكن وفق شروط أكثر صرامة، إذ صرّح ترامب، أمس، بأن الولايات المتحدة لا تسعى لإيران نووية، بل لإيران مزدهرة وسلمية.

وكان ترامب قد انسحب في 2018، خلال ولايته الأولى، من الاتفاق النووي المعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة" الموقع في 2015 بين إيران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، روسيا، والصين)، ما أعاد فرض عقوبات اقتصادية شديدة على طهران، وأدى إلى تصعيد طويل الأمد بين الطرفين.

المواقف المتباينة

من جانبها، تؤكد طهران مرارًا أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية بحتة، وتطالب برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها كشرط أساسي لأي اتفاق جديد، بينما تصر واشنطن على فرض قيود أوسع على تخصيب اليورانيوم وضمانات رقابية أكثر صرامة تمنع إمكانية تطوير أسلحة نووية مستقبلًا.

ويُنظر إلى محادثات روما على أنها اختبار حقيقي لمدى جدية الطرفين في تجاوز سنوات من العداء والعودة إلى مسار التفاوض، خصوصًا مع اشتداد الأزمات الإقليمية، والتحديات الاقتصادية التي تواجهها إيران نتيجة استمرار العقوبات.

دور الوساطة العُمانية

سلطنة عُمان، التي سبق أن لعبت دورًا محوريًا في التحضير لاتفاق 2015، تعود اليوم لتقود جهود الوساطة بصمت ودبلوماسية، مستفيدة من علاقاتها الجيدة مع الطرفين. 

وتعمل سلطنة عمان على تقليص فجوة الخلافات بين طهران وواشنطن، مع طرح أفكار مرنة لتقريب المواقف.

وتُنتظر نتائج الجولة الحالية بكثير من الترقب، لا سيما في ظل إشارات متباينة من الطرفين بشأن سقف التنازلات الممكنة، وحجم الضمانات المطلوبة لضمان تنفيذ أي اتفاق مستقبلي.

تم نسخ الرابط