رئيس جامعة قناة السويس: نمر بـ"فترة ذهبية" في التعاون بين مصر والصين

أكد رئيس جامعة قناة السويس الدكتور ناصر مندور اليوم، عمق العلاقات المصرية الصينية، واصفا المرحلة الحالية بـ"الفترة الذهبية" في التعاون بين القاهرة وبكين، خاصة في ظل العلاقات المتميزة التي تجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني شي جين بينغ.
جاء ذلك خلال لقاء رئيس جامعة قناة السويس مع القنصل العام بالقنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية بالإسكندرية يانغ يي، على هامش استضافة معهد "كونفوشيوس" بالجامعة لمسابقة "جسر اللغة الصينية" العالمية لطلاب الجامعات لعام 2025.
وشدد الدكتور ناصر مندور - بحسب بيان صحفي أصدرته الجامعة اليوم الأحد، على أن جامعة قناة السويس تسعى لتكون نموذجًا لهذا التعاون المثمر، مشيرا إلى إلى أن معهد كونفوشيوس بجامعة قناة السويس يعد رمزا للتعاون الثقافي والعلمي بين الجانبين، موضحًا أن تطوير المسرح والقاعات التدريبية بمعهد كونفوشيوس؛ يعزز من انتشار اللغة والثقافة الصينية داخل المجتمع الأكاديمي ويدعم إقامة مزيد من الدورات التعليمية المتخصصة.
ولفت إلى المساعي الجادة للجامعة لإنشاء مركز الدراسات الاجتماعية؛ ليضم مجالات متعددة مثل الاقتصاد، التاريخ، الجغرافيا، الأدبيات، وعلم الاجتماع السياسي؛ ليكون مركزا متخصصا في الدراسة المجتمع الصيني على وجه الخصوص.
كما ألقى الضوء على الكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية التي تعد تجسيدًا فعليًا للتعاون التعليمي والتقني بين جامعة قناة السويس والجانب الصيني، مبينا أن إجادة اللغة الصينية أصبحت شرطًا أساسيًا للمعيدين، وأن من يتقنها سيتم التباحث بشأن استكمال دراسته للدكتوراه في الصين سعيا لتخريج كوادر أكثر ارتباطًا باللغة والثقافة الصينية.
وأضاف أن اللغة الصينية أصبحت مكونا أساسيا في جامعة قناة السويس بل وتحتل الصدارة بين اللغات الأجنبية حيث يتم تدريسها بكلية الألسن، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية وجامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية.
من جانبه، أعرب يانغ يي عن تقديره لحفاوة الاستقبال، مشيرًا إلى أن مصر تُعد من أكبر الدول العربية والإسلامية والإفريقية، وكانت أول دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين.
وأكد أن البلدين يرتبطان بشراكة استراتيجية، تجلت خلال السنوات العشر الماضية من خلال مشاريع تعاون ناجحة في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، مشيدا بالعلاقات المثمرة مع جامعة قناة السويس، التي وصفها بأنها "نموذج" للتعاون الأكاديمي والتعليمي بين البلدين، مؤكداً أهمية تدريب طلاب الجامعة داخل الشركات الصينية العاملة في مصر؛ مما يعزز من فرص التوظيف ويؤهلهم لسوق العمل العالمي.
وفي سياق متصل، نظّم معهد كونفوشيوس بجامعه قناه السويس بالتعاون مع القنصلية العامة الصينية بالإسكندرية اليوم فعاليات الدورة الرابعة والعشرين من مسابقة "جسر اللغة الصينية العالمية"، المرحلة التمهيدية لعام 2025، وذلك بقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة، تحت شعار "عالم واحد وأسرة واحدة".
شهدت الفعاليات حضورا رفيع المستوى من الجانب الصيني، حيث شارك يانغ يي القنصل العام بالقنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية بالإسكندرية، وتشين جينغمينغ القنصل بالقنصلية ذاتها، في دعم وتشجيع الطلاب المصريين الدارسين للغة الصينية، مؤكدين أهمية هذه المبادرات في تعزيز التبادل الثقافي والتقارب بين الشعوب.
وأكد رئيس جامعة قناة السويس أن الشراكة المثمرة بين جامعة قناة السويس والجانب الصيني لم تكن لتبلغ هذا القدر من التميز إلا في ظل التوجيهات الرشيدة للقيادة السياسية المصرية، والعلاقات الممتدة بين الشعبين الصديقين.
وأوضح أن هذا التعاون تجلى - بوضوح - من خلال تعدد الروافد الأكاديمية التي تربط الجامعة بالصين، متمثلة في أقسام اللغة الصينية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية الألسن، وجامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية، إلى جانب معهد الاستزراع السمكي، والكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية، ومعهد كونفوشيوس القناة، الذي يُعد الأكبر على مستوى الجمهورية.
وفي كلمته، أعرب قنصل عام الصين بالإسكندرية، عن بالغ سعادته بالمشاركة في فعاليات المسابقة، مقدمًا جزيل الشكر للدكتور ناصر مندور وللجامعة على حُسن الاستضافة والتنظيم، وللطلاب المتسابقين على مشاركتهم المتميزة، ولأعضاء لجنة التحكيم على جهودهم المبذولة.
وأكد أن المسابقة تجسد مستوى الطلاب المتقدم في اللغة الصينية، كما تُظهر مواهبهم المتنوعة وقدراتهم على استيعاب الثقافة الصينية، مشيرا إلى أنه خلال فترة عمله في مصر، لاحظ إقبال الشباب المصري على تعلّم اللغة الصينية، مؤكدا أن اللغة تمثل جسرًا للتواصل الحضاري بين الأمم.
وتضمنت فعاليات المسابقة مرحلتين رئيسيتين: الأولى اختبار كتابي باللغة الصينية بلغت درجته 60 نقطة، تلتها المرحلة الثانية بعرض للمواهب الطلابية بواقع 40 نقطة، شملت عروضًا غنائية، شعرية، استعراضية، أعمالًا فنية، عروض الفنون القتالية، والاسكتش الكوميدي الصيني، وسط أجواء من التفاعل والإبداع.
شارك في المسابقة؛ طلاب أقسام اللغة الصينية من جامعات قناة السويس، الإسكندرية، بورسعيد، والسويس، والزقازيق حيث تعد هذه المرحلة التمهيدية بوابة التأهل للتصفيات النهائية العالمية ويتأهل من خلالها أربعة طلاب للمشاركة في التصفيات الدولية؛ لتمثيل مصر في محافل "جسر اللغة الصينية".