رحيل الحبر الأعظم.. ما قصة وصية البابا فرنسيس الغريبة؟ (فيديو)

في لحظة خيمت عليها مشاعر الحزن والأسى، ساد الصمت أروقة الفاتيكان، بل وربما العالم بأسره، مع الإعلان عن وفاة البابا فرنسيس، أول بابا لاتيني أمريكي للكنيسة الكاثوليكية، عن عمر ناهز 89 عامًا، بعد مسيرة بابوية استمرت 12 سنة.
مسيرته لم تكن عادية؛ إذ أحدث خلالها تحولات جذرية داخل الكنيسة الكاثوليكية، واتخذ مواقف جريئة لامست قضايا العدالة والسلام والحوار بين الأديان. لكن ماذا بعد هذا الرحيل؟ وما الطقوس التي ترافق وفاة بابا روما؟ ولماذا حُطم ختمه الرسمي؟
مرض طويل ونهاية هادئة
كان البابا يعاني خلال الأشهر الأخيرة من صعوبات تنفسية استدعت إدخاله لمستشفى "جيميلي" في روما. وقد عانى أيضًا من مشكلات صحية مزمنة، منها عمليات جراحية متكررة وصعوبات في الحركة.
ومع كل هذا، احتفظ البابا بطبعه البسيط، إذ فضل الإقامة في دار القديسة مارتا على القصر الرسولي، ورفض مظاهر الفخامة.
وصية البابا الأخيرة.. وداع بلا مظاهر
فرانسيس أوصى بتبسيط مراسم جنازته، طالبًا التخلي عن بعض التقاليد، مثل التوابيت الثلاثية المصنوعة من السرو والدردار، واستبدالها بتابوت واحد مغلف بالزنك. كما طلب دفنه في كنيسة "سانتا ماريا ماجيوري" بدلًا من كاتدرائية القديس بطرس، كسرًا لتقليد دام قرونًا.
تحطيم الختم البابوي.. وإغلاق المكتب إلى الأبد
وفقًا للتقاليد الكنسية، تبدأ مراسم وداع البابا بعد تأكيد الوفاة من قبل رئيس القسم الصحي بالفاتيكان والكاردينال الكاميرلينجو، الذي يتولى الإدارة المؤقتة.
بعدها يُحطم "خاتم الصياد"، الختم البابوي الذي يُستخدم لتوثيق الوثائق الرسمية، منعًا لأي تزوير بعد وفاته.
النعش الأحمر وتاج الأسقف.. ثم أيام الحداد
يُنقل جسد البابا بزي أبيض إلى مصلى خاص، ثم يُعرض في كاتدرائية القديس بطرس لعدة أيام كي يودّعه الشعب.
يُوضع في نعش أحمر مع تاج أسقفي ومظلة، وقبل إغلاق النعش تُوضع على وجهه قطعة حرير بيضاء، إلى جانب لفيفة تسجل أبرز محطات حياته وكيس يحتوي على عملات صدرت خلال فترة حبريته.
من يقود الفاتيكان بعد البابا؟
إلى حين انتخاب خليفة جديد، يتولى الكاميرلينجو – وهو حاليًا الكاردينال الأمريكي-الأيرلندي كيفن فاريل – إدارة الفاتيكان دون صلاحيات عقائدية، ويقتصر دوره على ضمان سير الأعمال والتحضير للانتخاب البابوي.
كيف يُنتخب البابا الجديد؟
بعد نحو 15 إلى 20 يومًا، يُعقد مجمع الكرادلة المغلق (الكونكلاف)، ويشارك فيه الكرادلة دون سن الثمانين، وعددهم الآن 140 كاردينالًا، 110 منهم عيّنهم البابا الراحل.
يُعزل الكرادلة تمامًا، ويُجرى أربع جولات تصويت يوميًا. إذا لم يُنتخب بابا، يُحرق التصويت ويخرج دخان أسود، أما إذا تم الاختيار، فيُحرق بورق خاص ينتج دخانًا أبيض، إشارة إلى ولادة بابا جديد.
بمجرد الإعلان، يُطرح السؤال على البابا المنتخب: "هل تقبل؟"، وإذا وافق، يُعلن للعالم من شرفة كاتدرائية القديس بطرس: "Habemus Papam"