رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان

اللي يشرب منها عمره طويل.. بحيرة الكرنك المقدسة لغز عمره 3000 سنة (فيديو)

بحيرة الكرنك المقدسة
بحيرة الكرنك المقدسة

في قلب مدينة الأقصر، حيث تتشابك خيوط التاريخ مع الأسطورة، تقع واحدة من أكثر الأماكن غموضًا وروحانية في الحضارة المصرية القديمة: البحيرة المقدسة داخل معابد الكرنك. 

ليست مجرد مسطح مائي فريد من نوعه، بل شاهد حي على حضارة تجاوزت حدود الزمان، وسرٌ من أسرار الفراعنة ظل عصيًّا على التفسير منذ أكثر من 3 آلاف عام.

سحرٌ خالد وأسرار لا تنتهي

عند زيارة معابد الكرنك، من المستحيل تجاهل الجاذبية الخاصة التي تشع من هذه البحيرة الغامضة.

يحرص السياح من مختلف بقاع الأرض على التوقف عندها، لتوثيق زيارتهم والتقاط الصور أمام مياهها التي لم تجف يومًا منذ آلاف السنين، في مشهد يخطف الأنفاس ويثير الدهشة.

تقع البحيرة خارج بهو الأعمدة الشهير في الكرنك، بالقرب من تمثال الجعران الضخم الذي يعود لعصر الملك أمنحتب الثالث. 

وتُعرف بـ"البحيرة المقدسة" بسبب استخدامها في الطقوس الدينية والتطهّر، حيث كان الملوك والكهنة يغطسون في مياهها قبل الدخول إلى "قدس الأقداس" داخل المعبد – وهو أقدس موضع في البناء، حيث تُؤدى الطقوس أمام تمثال الإله.

تحتمس الثالث وراء هذا الإنجاز الفريد

بحسب ما أكده الخبير الأثري ومدير معابد الكرنك الأسبق الدكتور الطيب غريب، فإن البحيرة المقدسة تُعد من الكنوز النادرة التي تحافظ على أسرار عميقة من حياة المصريين القدماء. 

وأوضح أن من أبرز مميزاتها ثبات منسوب المياه طوال العام، دون نقصان أو جفاف – وهو ما لم يتكرر في أي بحيرة أثرية أخرى في مصر.

وأشار إلى أن الملك تحتمس الثالث هو من أمر بحفر البحيرة بدقة متناهية، وكان يحيط بها سور ضخم تهدّم مع الزمن، بينما بقيت البحيرة على حالها تقريبًا حتى اليوم.

دقة فرعونية مذهلة

الأكثر إثارة، أن البحيرة تحتوي على مقياسين دقيقين لمناسيب نهر النيل على جهتيها الشمالية والجنوبية، كانا يُستخدمان في معرفة مواعيد الفيضان ومستويات ارتفاع النهر بدقة علمية مذهلة.

ولا تزال البحيرة تحتفظ بمدخلين حجريين أصليين، أحدهما في الجهة الشرقية، والآخر في الجهة الغربية، مزوّدين بسلالم حجرية تتيح نزول الكهنة والملوك إلى المياه الطاهرة.

سر الحياة الأبدية؟

تحيط بالبحيرة العديد من الأساطير التي تناقلها الناس عبر الأجيال، بعضها يزعم أن من يشرب من مياهها يُرزق بطول العمر، وآخرون يرون فيها بوابة روحية تربط الأرض بالسماء. 

لكن الحقيقة الثابتة أن هذه البحيرة تظل رمزًا خالدًا لقدرة المصريين القدماء على صناعة الدهشة، ولغزًا لا يزال ينتظر من يفك شفرته.

تم نسخ الرابط