رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان

نفاد الغذاء في غزة.. الأطفال يدفعون ثمن الحرب والحصار

فلسطينيون ينتظرون
فلسطينيون ينتظرون الحصول على الطعام في قطاع غزة

في الوقت الذي يدخل فيه قطاع غزة مرحلة غير مسبوقة من الانهيار الإنساني، تتجلى ملامح أزمة مركبة تتقاطع فيها الاعتبارات السياسية بالأبعاد الإنسانية، حيث أدى الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 50 يومًا إلى استنزاف كافة موارد البقاء الأساسية، وخصوصًا الغذاء. 

وبينما تتصاعد التحذيرات الأممية من خطر المجاعة الوشيك، وتنهار شبكات الإغاثة الدولية الواحدة تلو الأخرى بفعل شح التمويل وتعنت سلطات الاحتلال في فتح المعابر، يواجه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة مصيرًا مجهولًا، تُختزل فيه المعاناة اليومية إلى أبسط الحقوق: رغيف خبز، وجرعة دواء.

نفاد مخزون الغذاء

وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، نفاد مخزون الغذاء المخصص للفلسطينيين في قطاع غزة، بعد حصار إسرائيلي استمر 54 يومًا متواصلاً، هو الأطول منذ بدء العدوان على القطاع في 7 أكتوبر 2023.

وأوضح أنه وزع آخر ما تبقى من مخزونه على نحو 50 مطبخًا ميدانيًا، تصطف أمامها يوميًا مئات الآلاف من الأسر لتأمين وجبة تسد رمقها، فيما نفدت طرود الغذاء المنزلية بالكامل، وتوقفت المخابز التي كانت تعمل بدقيق البرنامج عن العمل بعد نفاد الوقود، ما أجبرها على إغلاق أبوابها منذ 31 مارس الماضي.

المعابر مغلقة منذ أكثر من 7 أسابيع

وقالت الأمم المتحدة إن جميع المعابر الرئيسية إلى قطاع غزة لا تزال مغلقة منذ أكثر من 7 أسابيع، ما منع دخول أي مساعدات إنسانية أو تجارية.

وأكدت في بيان، أن السكان استنفدوا جميع سبل التأقلم، وسط تحذيرات من أن استمرار الحصار يهدد بحرمان نحو 60 مليون شخص حول العالم من المساعدات الغذائية.

ويأتي هذا في وقت يعاني فيه البرنامج من تراجع حاد في التمويل، بنسبة 40% لعام 2025، على خلفية تقليصات فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وكالات الإغاثة تستنفد قدراتها

من جانبها، أعلنت منظمة وورلد سنترال كيتشن، ثاني أكبر موزع للغذاء بعد برنامج الأغذية العالمي، نفاد مخزونها من المواد البروتينية.

وأشارت إلى أنها لا تزال تشغّل آخر مخبز متبقٍ في غزة، لا ينتج أكثر من 90 ألف رغيف خبز يوميًا، في ظل حاجة ماسة تفوق ذلك بعشرات الأضعاف.

ويعتمد معظم سكان غزة، البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، على المساعدات الإنسانية بشكل شبه كامل.

سوء تغذية حاد بين الأطفال

ووفق الأمم المتحدة، بلغ الجوع وسوء التغذية في قطاع غزة مستويات كارثية، خاصة بين الأطفال.

ارتفعت معدلات سوء التغذية بين الأطفال بنسبة 80% خلال مارس الماضي مقارنة بالشهر الذي سبقه، حيث صنف أكثر من 4 آلاف طفل بأنهم يعانون من سوء تغذية حاد. 

وشوهدت صور مؤلمة لأطفال يعانون من الهزال، وبطون منتفخة، وضلوع بارزة، نُقلوا إلى مراكز صحية تفتقر حتى إلى المكملات الغذائية الأساسية، التي انخفض توزيعها بنسبة 70%.

116 ألف طن من الغذاء عالقة

يأتي ذلك في الوقت الذي يوجد آلاف الشاحنات المحمّلة بأكثر من 116 ألف طن من الأغذية متوقفة على المعابر، وهي كمية تكفي لتغذية سكان القطاع لمدة شهرين، لكنّ إسرائيل لا تزال ترفض السماح بدخولها رغم ضغوط عربية ودولية متزايدة.

وتواصل الحكومة الإسرائيلية رفض المطالب الدولية بالسماح بدخول الغذاء والدواء، مبررة ذلك بضرورة إخضاع حماس وتأمين إطلاق سراح 59 أسيرًا، لا يزال 24 منهم على قيد الحياة.

دعم أمريكي للحصار رغم التحذيرات الدولية

وفي وقت سابق، أعلن السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، دعم بلاده للحصار الإسرائيلي، معتبرًا أنه وسيلة ضرورية في الحرب ضد حماس.

وكرر هاكابي مزاعم إسرائيلية بأن حماس تُحوّل المساعدات، رغم نفي المنظمات الدولية وكالات الأمم المتحدة العاملة في غزة لوجود أدلة تدعم تلك الادعاءات.

من جانبه، كشف ترامب، الجمعة، أنه ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة.

وشدد ترامب في تصريحات على متن الطائرة الرئاسية الأمريكية، على أن إدارته تهتم بتوفير الغذاء والدواء لسكان قطاع غزة.

يُذكر أن جيش الاحتلال أعاد تصعيد عملياته العسكرية في غزة منذ 18 مارس، ما أسفر عن استشهاد قرابة 2000 فلسطيني، وفق وزارة الصحة في غزة، وسط موجات نزوح جديدة، واحتلال واسع لمناطق في القطاع.

تم نسخ الرابط