صرخة فنية ضد الإدمان في عرض "الدخاخنجي" بمهرجان نوادي المسرح

شهد مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية تقديم العرض المسرحي "الدخاخنجي" لفرقة الجيزة المسرحية، وذلك ضمن عروض اليوم الثاني من الدورة الثانية والثلاثين للمهرجان الختامي لنوادي المسرح، الذي يقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وتنفذ فعالياته بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة.
نص "الدخان" للكاتب ميخائيل رومان
العرض مأخوذ عن نص "الدخان" للكاتب ميخائيل رومان، من إعداد وإخراج ماهينور طارق، ويتناول قضية الإدمان وتأثيره المدمر على الفرد والمجتمع، من خلال قصة شاب يقع ضحية لضغوط اجتماعية واقتصادية قاسية.
أبطال العرض
"الدخاخنجي" دراماتورج ماهينور طارق وجمال عبد الناصر، تصميم استعراضات ياسمين عسكر، تصميم ملابس عبدالله محروس، إضاءة أحمد أمين، ماكياج رامي جمال، ديكور محمد ضياء، مساعدا المخرج أحمد إيهاب وندى عبد الفتاح، ويشارك في بطولته: سيف الدين محمد، ياسمين عسكر، محمد خليفة، أمنية محسن، أمنية دسوقي، محمد هاني، حسام الجمل.
وأوضحت المخرجة ماهينور طارق أن "الدخاخنجي" لا يطرح قضية الإدمان فقط، بل يقدم مرآة لواقع قاس يعيشه الكثيرون، حيث يسلط الضوء على تأثير الضغوط الاجتماعية على الأفراد، ويطرح تساؤلات حول مدى مسئولية الفرد في اتخاذ قراراته رغم قسوة الظروف المحيطة. وأضافت أن نهاية العرض جاءت مفتوحة، لتترك الجمهور أمام تساؤل جوهري: هل سيتمكن "حمدي" بطل العرض من النجاة؟ أم أن دوامة الإدمان أقوى من إرادة الخلاص؟.
العرض يعالج قضايا متعددة مثل الفقر والبطالة
وبينت أن العرض يعالج قضايا متعددة مثل الفقر والبطالة وضغوط الحياة، عبر حبكة درامية متصاعدة تبدأ بلحظات أمل وطموح ثم تتدهور تدريجيا إلى مواجهة قاسية مع النفس والمجتمع. مشيرة إلى أن الإخراج اتسم بأسلوب يمزج بين الواقعية والتعبير الرمزي، ما منح العرض طابعا عاطفيا وتشويقيا يفتح أفقا للتأمل في رسائله العميقة.
وتحدث الفنان سيف الدين محمد، بطل العرض، عن دوره في تجسيد شخصية "حمدي"، مؤكدًا أن العمل يطرح واحدة من أخطر القضايا التي تواجه المجتمع، وهي الإدمان، الذي وصفه بالخطر الداهم، مشددا على أهمية معالجته دراميا بشكل صادق. ولفت إلى أن المسرحية تقدم صورة درامية مؤثرة لأسرة تعاني من وجود مدمن بين أفرادها، وتبرز صراع التضحية والاتهام، حيث يحاسب الشخص رغم محاولاته وجهوده، وهو ما وصفه بالصراع الإنساني والاجتماعي المؤلم.
"صرخة فنية" ضد الإدمان
أعربت الفنانة أمنية محسن، التي جسدت دور الأم، عن تأثير الدور عليها، مشيرة إلى أن الشخصية تمر بتحول درامي من أم إلى قاض، ورغم ذلك لا تقوى على إصدار حكم ضد ابنها المدمن، حتى بعد الكوارث التي تسبب فيها. وأضافت أن الدور يجسد صراعا داخليا رهيبا بين مشاعر الأمومة والعدالة، واصفة إياه بأنه من أصعب الأدوار التي قد تمر بها أي أم.
وأكدت أن العرض يمثل "صرخة فنية" ضد الإدمان، ودعوة لمواجهته بجدية على كل المستويات.