كهربائي يقتل سايس في شبرا بـ21 طعنة.. والأم تروي تفاصيل الجريمة

فتح مجدي، الشاب الثلاثيني، عينيه على الدنيا ليجد نفسه في أسرة بسيطة الحال، يكافح فيها الأب والأم لتأمين قوت يومهم بالحلال، دون مجال للرفاهية، مكتفين بتوفير متطلبات الحياة الأساسية. لكن سرعان ما تلقت الأسرة صدمة كبيرة بوفاة الأب، لتتحمل الأم وحدها مسؤولية إعالة أبنائها.
لم يقف مجدي، الطفل الصغير حينها، متفرجا على معاناة والدته، بل قرر خوض معترك الحياة مبكرا، متخليا عن حلمه في الدراسة.
توجه إلى صاحب أحد المحال وطلب فرصة عمل، موضحا ظروف عائلته بعد وفاة والده. ومع مرور الوقت، أصبح هو رب الأسرة، دون أن يدري أن طعنات الغدر ستنهي حياته أثناء عمله، الذي كان يعيل منه أسرته.
"مجدي كان حنين قوي".. ترك المدرسة ليعيل أسرته قبل أن يغدر به القدر
"مجدي كان أحن قلب في الدنيا، ومش مصدقة إنه يموت بالطريقة دي".. بهذه الكلمات الممزوجة بالحزن والدموع، بدأت السيدة رضا تروي تفاصيل مقتل نجلها، قائلة: "الأهالي هنا سموه مجدي الحنين، لأنه كان طيب وعمره ما زعل حد، وكان دايما اللي معاه مش ليه"، مشيرة إلى أن نجلها الضحية كرس حياته لمساعدتها بعد وفاة والده قبل 14 عاما.

وتابعت الأم: "بعد وفاة زوجي، طردني شقيقه من المنزل برفقة أبنائي الأربعة؛ ثلاثة صبيان وبنت، ولم أكن أعرف أين أذهب. لكن مجدي، رغم أنه ابني الأوسط، قال لي: (أنا جنبك يا أمي ومعاكي)، ومنذ ذلك الوقت بدأ رحلة العمل".
وأضافت والدة الضحية: “طوال السنوات الماضية، رفض مجدي أن أعمل بسبب تقدمي في العمر، وكان يقول لي: ”يا أمي، خلاص، أنتم مسؤولين مني، ومش هتنزلي الشغل تاني، أنا اللي هشيل حمل البيت وأخواتي".
وتابعت: "بالفعل، كان يتحمل مصاريف شقيقه الأصغر وشقيقته الطالبة في كلية الحقوق، من خلال عمله سايس في المنطقة".

وأوضحت الأم: "يوم الخميس الماضي، كانت الساعة قد بلغت الثانية صباحا، عندما وصل أحد الأشخاص إلى مكان تواجد نجلي وطلب منه غسل سيارته حتى يعود إليه، وبالفعل قام مجدي بغسل السيارة وانتظر صاحبها حتى عاد، لكن ما حدث كان خارج التوقعات، حيث تنصل مالك السيارة من دفع أجره، وقال له: (امشي يلا من هنا)".
وتابعت: "رد عليه مجدي قائلا: (أنا عايز حقي، إنت قلت لي اغسلها لحد ما أرجع)، لينشب بينهما شجار، وفقا لما رصدته كاميرات المراقبة، قبل أن يقوم الجاني بتسديد عدة طعنات متفرقة في جسد ابني، ليسقط غارقا في دمائه".
واستطردت والدة مجدي الحنين: "بعد فترة، أخبرني أحد أقاربي أن مجدي تعرض لاعتداء ونقل إلى المستشفى، وحينما وصلت، أبلغنا الأطباء أنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجراحه، وبعد وقت، عرفنا أن الجاني يعمل فني كهرباء ويقيم في نطاق القسم، ويدعى مصطفى، كما أخبرني وكيل النيابة أن نجلي ضحية أكل العيش، حيث تعرض لـ21 طعنة، وهو ما اكتشفناه عندما شاهدت شقيقته جثمانه".
واختتمت الأم حديثها: "لن يهدأ قلبي إلا بإعدام المتهم، حتى يبرد نار فقدان ابني".