اكتشاف جديد يثير حيرة العلماء.. ماذا يرى الإنسان لحظة الوفاة؟

أساطير كثيرة وحكايات يجري تداولها عن أشخاص عادوا من على حافة الموت، بعضهم يقص حكايات عن أشياء رآها في هذا العالم الغيبي، وآخرين يدعون أنهم أصبحوا خارقين أو لديهم ما يميزهم عن غيرهم.

وأخيرًا وبعد عقود من الزمان من التجارب السريرية، أعلن مجموعة من علماء الأعصاب عن تسجيل حالة نشاط دماغي لحظة وفاة إنسان، ما يساهم إلى حد منا في الإجابة عن بعض التساؤلات حول الأحداث التي تدور لحظة الانتقال من الحياة  إلى الموت.

إعادة الأحداث في لحظات

تشير نتائج الدراسة الحديثة، إلى أن الدماغ قد يمر بظاهرة «مراجعة الحياة» قبل الوفاة، وهي تجربة أبلغ عنها سابقًا أشخاص عايشوا تجارب قريبة من الموت، حيث وصفوا رؤية مشاهد من تاريخ حياتهم تمر أمام أعينهم في لمح البصر.

اقرأ أيضا..

اختفاء طائرة أمريكية في حادث غامض بسماء ألاسكا.. عليها 9 ركاب

ووفقًا للدراسة، التي نُشرت مؤخرًا، لاحظ العلماء أنماطًا غير عادية للنشاط العصبي لدى أشخاص خضعوا لمراقبة دماغية عندما فارق الحياة، وبيّنت النتائج أن الدماغ أظهر موجات دماغية مشابهة لتلك المرتبطة بالتذكر واسترجاع الذكريات، ما يدعم فرضية أن الإنسان قد يعيش لحظات يسترجع فيها حياته عند اقتراب الموت.

وأبلغ العديد من الناجين من تجارب الاقتراب من الموت، عن شعورهم وكأنهم رأوا أحداثًا من حياتهم تتسلسل بسرعة كبيرة، وكأنها فيلم سريع يمر أمام أعينهم، لذا قد تقدم الدراسة الجديدة دليلًا علميًا قد يفسر هذه الظاهرة.

نشاط الدماغ قبل الموت

تم التقاط نشاط لدماغ مريض كندي يبلغ من العمر 87 عاما، في أثناء لحظاته الأخيرة، حيث كان يعالج من الصرع، وتوفى متأثرًا بإصابته بسكتة قلبية.

اقرأ أيضا..

عمرها 200 سنة.. المياه تهدد بمحو عاصمة إفريقية من على وجه الأرض

وكشفت تسجيلات تخطيط الدماغ الكهربائي «EEG» أن الدماغ يظل نشطًا حتى بعد توقف القلب، خاصة في المناطق المرتبطة بالذاكرة واسترجاع الأحداث، إذ راقب الأطباء نشاط دماغ الرجل المُصاب عبر الجهاز، وخلال العملية، فارق الرجل الحياة بينما كان الجهاز لا يزال يسجل الموجات الدماغية، ما وفر فرصة نادرة للعلماء لمراقبة ما يحدث في الثواني الأخيرة قبل وبعد توقف القلب.

حيث استمر الدماغ في النشاط لمدة 30 ثانية بعد توقف القلب، وأظهرت القياسات أن النشاط كان بارزًا في المناطق المرتبطة بالذاكرة واسترجاع الأحداث، ما يدعم فكرة مراجعة الحياة التي أبلغ عنها بعض الناجين من تجارب قريبة من الموت.

وتوصلت الدراسة بالتالي، إلى أنه يجب إعادة النظر في مفهوم الموت الدماغي، إذ قد يستمر الوعي لبضع لحظات بعد توقف القلب، فيما جرى دعم الفكرة التي وصفها كثيرون ممن نجوا من تجارب الاقتراب من الموت، فيما تفتح التجربة آفاقا جديدة في علوم الأعصاب، من شأنها أن تساعد في فهم آلية الذاكرة والوعي عند الموت.

وبحسب أجمل زمار، الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة لويزفيل بولاية كنتاكي الأمريكية، فإنه من خلال توليد تذبذبات دماغية مرتبطة باسترجاع الذاكرة، قد يكون الدماغ في لحظاته الأخيرة يسترجع أحداثا مهمة من الحياة، مثلما يصف الأشخاص الذين عايشوا تجارب قريبة من الموت.

هل الدماغ مبرمج للانتقال من الموت إلى الحياة

وكشفت الدراسة الحديثة، أن الدماغ لا يتوقف عن العمل بشكل مفاجئ عند الموت، بل قد يكون مبرمجًا بيولوجيًا لتنظيم هذه المرحلة من خلال سلسلة من الأنشطة العصبية والفيزيولوجية، الأمر الذي يفتح الباب أمام فهم جديد لعملية الموت من منظور علمي.

ووفقًا للباحثين، جرى تسجيل موجات دماغية من نوع «غاما»، التي ترتبط بوظائف معرفية مثل استرجاع الذكريات واتخاذ القرارات  خلال اللحظات الأخيرة قبل وبعد توقف القلب، لتشير نتائج الدراسة إلى أن الدماغ يمر بسلسلة من التغيرات العصبية، حتى بعد توقف القلب، ما يدعم الفرضية القائلة بأن الدماغ قد يكون مسؤولًا عن تنظيم عملية الانتقال إلى الموت.

اقرأ أيضا..

المخزون الاستراتيجي آمن.. هيئة الدواء المصرية تواجه الشائعات بالأرقام

ورغم أن العلماء لم يتوصلوا إلى تفسير نهائي لهذه الظاهرة، إلا أن النتائج تفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول توقيت الوفاة وكيفية تحديده، خاصة في ظل تطور تقنيات مراقبة النشاط الدماغي.

هل تساعد الدراسة المتبرعين

بحسب الباحث الرئيسي للدراسة الدكتور زمار، قال إنه قد تساعد الدراسة في التنبؤ بالوفاة وقرارات التبرع بالأعضاء، ومتى نعتبر الشخص قد توفي؟ وهل يجب أن نراقب النشاط الدماغي إلى جانب نشاط القلب لتحديد وقت الوفاة بدقة؟

تحديات تواجه العلماء

قد تكون الدراسة بمثابة اكتشاف مهم في العصر الحديث، لكنها لا تعد أمرا قاطعا، إذ يرى العلامة أن هناك صعوبة في استخلاص الاستنتاجات بناء على حالة واحدة، إذ يستلزم الأمر الكثير من الدراسات حول هذا الأمر، لتفسير هذه الظاهرة بدقة أكبر