كوريا الشمالية تحظر بث مباريات أندية إنجليزية بسبب لاعبين من كوريا الجنوبية

في خطوة تعكس السياسات الرقابية الصارمة التي تشنها كوريا الشمالية، قررت السلطات حظر بث مباريات نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي بسبب وجود قائد منتخب كوريا الجنوبية سون هيونج مين ضمن صفوف الفريق.
ويأتي هذا القرار في إطار القيود المشددة التي تفرضها الدولة على أي محتوى رياضي أو إعلامي يرتبط بجارتها كوريا الجنوبية، في محاولة لعزل المواطنين عن أي تأثيرات خارجية قد تؤثر على رؤيتهم تجاه كوريا الجنوبية.
ولم يقتصر الحظر على نادي توتنهام فقط، بل امتد ليشمل أندية أخرى من الدوري الإنجليزي الممتاز، مثل وولفرهامبتون وبرينتفورد، نظرًا لوجود لاعبين كوريين جنوبيين في صفوفهما، وهما هوانج هي-تشان وكيم جي-سو. ويعد هذا القرار جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى الحد من وصول المواطنين إلى أي محتوى قد يسلط الضوء على نجاحات كوريا الجنوبية أو رموزها الرياضية، وهو ما يتماشى مع نهج كوريا الشمالية في فرض رقابة صارمة على المعلومات والمحتوى الخارجي.
الجدير بالذكر ، أن مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز يتم بثها في كوريا الشمالية على هيئة ملخصات مدتها 60 دقيقة، تُعرض بعد أشهر من إقامتها، وغالبًا ما يتم تحرير هذه الملخصات بعناية لتتماشى مع سياسات الدولة الإعلامية، وتسبق هذه الملخصات نشرات الأخبار الرسمية، مما يعكس محاولات الحكومة للسيطرة على طبيعة المعلومات الرياضية التي تصل إلى مواطنيها.
ورغم هذه الرقابة المشددة، لا تزال كرة القدم واحدة من الوسائل القليلة التي تتيح للجمهور الكوري الشمالي متابعة محتوى دولي، بعيدًا عن الدعاية الحكومية التي تسيطر على معظم وسائل الإعلام في البلاد.

أشار مارتن ويليامز، الباحث في مركز ستيمسون الأمريكي المتخصص في شؤون كوريا الشمالية، إلى أن "كرة القدم تُعتبر الرياضة الدولية الأساسية التي يتم بثها عبر التلفزيون الكوري الشمالي، رغم الرقابة الشديدة التي تُفرض عليها".
وسيؤدي هذا القرار إلى حرمان المشجعين داخل كوريا الشمالية من متابعة المباراة المنتظرة بين توتنهام ومانشستر يونايتد، وهو النادي الذي يُقال إنه يحظى بإعجاب الزعيم كيم جونج-أون.
ومن المعروف أن كوريا الشمالية كانت تبث مباريات من الدوريات الأوروبية الكبرى، مثل البوندسليجا الألمانية، الليجا الإسبانية، الدوري الفرنسي، والدوري الإيطالي، إلا أن التقارير تشير إلى أن نطاق البث الرياضي تقلص بشكل كبير منذ عام 2023، ليقتصر فقط على بعض مباريات دوري أبطال أوروبا وكأس العالم، وذلك في إطار المزيد من القيود على المحتوى الأجنبي المتاح للجماهير.