رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان

كارثة تضرب جزيرة شهيرة.. انتحار 150 حوتا على شواطئ أستراليا

انتحار الحيتان
انتحار الحيتان

في واقعة مأساوية شهدت واحدة من جزر أستراليا انتحار قرابة 150 حوتا في ظاهرة تمثل لغزا وتحديا أمام علماء البحار والبيئة، وتعد ظاهرة جنوح الحيتان الجماعي، التي يُطلق عليها أحيانًا «انتحار الحيتان»، من أكثر الأحداث غموضًا وإثارة للجدل في عالم البحار.

وفي وقت تمكن فيه العلماء من تفسير بعض العوامل التي قد تساهم في هذه الظاهرة، لا يزال السبب الدقيق وراءها مجهولًا، خاصة مع تكرارها في عدة مناطق حول العالم. 

حادثة تسمانيا الأخيرة.. مشهد مأساوي جديد 

وفي واحدة من أكبر حوادث انتحار الحيتان، شهدت جزيرة تسمانيا جنوبي دولة أستراليا جنوحًا جماعيًا لأكثر من 150 حوتًا، حيث تقطعت بهم السبل على الشواطئ بالقرب من بلدة آرثر ريفر، وبحسب ما كشفت عنه السلطات  خلال الساعات القليلة الماضية، فإن 90 حوتًا على الأقل كانوا لا يزالون على قيد الحياة عند العثور عليهم، وسط جهود مكثفة لإنقاذهم. 

اقرأ أيضا..

7 أطعمة غنية بالفيتامينات والمعادن.. تناولها نيئة لصحة أفضل

بينما أكد برنامج الحفاظ على الحياة البحرية في تسمانيا، أن التعامل مع مثل هذه الحوادث معقد للغاية، لا سيما في المناطق النائية، وحذرت السلطات المختصة من الاقتراب من الحيتان الميتة أو الناجية، نظرًا لكونها كائنات محمية بموجب القوانين البيئية. 

لماذا تنتحر الحيتان؟ 

رغم تقدم الأبحاث العلمية في المجالات البيئية والبحرية، إلا أن أسباب جنوح الحيتان غير واضحة تمامًا حتى الآن، لكن العلماء يضعون عدة فرضيات لتفسير هذه الظاهرة، من بينها: 

اضطراب أنظمة الملاحة الطبيعية:

تعتمد الحيتان على المجالات المغناطيسية الأرضية في توجيه حركتها في البحار والمحيطات، وقد تؤدي التغيرات في هذه المجالات، سواء بسبب النشاط الشمسي أو العوامل الجيولوجية، إلى إرباك مجموعات من الحيتان ودفعها نحو الشواطئ، لتلقى مصيرها المحتوم.

الارتباط الاجتماعي القوي:

بعض أنواع الحيتان، مثل الحيتان الطيارة، معروفة بروابطها الاجتماعية القوية، وعندما يجنح أحد أفراد القطيع ويعلق على الرمال الحارة، قد تتبعه بقية المجموعة بدافع التضامن الاجتماعي، ما يؤدي إلى انتحار جماعي لهذه الحيتان. 

التلوث والضوضاء البحرية: 

بعض علماء البحار يعتقدون أن الموجات الصوتية القوية الناتجة عن السونارات العسكرية أو عمليات التنقيب عن النفط قد تربك الحيتان، وتسبب لها اضطرابات في السمع والتوجيه، ما يؤدي إلى جنوحها في النهاية.

الأمراض وبعض التغيرات البيئية: 

في بعض الأحيان قد تكون الأمراض الطفيلية أو التغيرات المفاجئة في درجات حرارة المحيط، سببًا في تغيير سلوك الحيتان، ما يدفعها إلى الجنوح الجماعي، والانتحار على الشاطئ.

معدلات البقاء وفرص الإنقاذ 

تشير بعض الدراسات الحديثة، إلى أن معدلات بقاء الحيتان التي تجنح على الحياة منخفضة للغاية، حيث لا تستطيع الحيتان العيش على اليابسة أكثر من 6 ساعات قبل أن تبدأ في الاحتضار بسبب الجفاف والانهيار الجسدي نتيجة وزنها الهائل. 

اقرأ أيضا..

دراسة جديدة: النوم الجيد يساعد المخ في التخلص من الذكريات السيئة

فيما تعمل فرق الإنقاذ في مثل هذه الحالات على ترطيب أجسام الحيتان عبر سكب المياه على جسدها، ومن ثم إعادتها إلى المياه العميقة، لكن النجاح في إنقاذها يعتمد على حجم الحوت ومدى سرعة التدخل. 

لغز لم يحل

وبرغم الجهود البحثية المستمرة من قبل العلماء، والفرضيات المطروحة، لا تزال ظاهرة انتحار الحيتان لغزًا لم يُحل بالكامل، ومع تزايد تكرار الحوادث في مختلف أنحاء العالم، تتجه الأنظار إلى ضرورة تعزيز الدراسات البيئية وحماية الحياة البحرية، للحد من العوامل البشرية والبيئية التي قد تسهم في هذه الظاهرة المأساوية.

تم نسخ الرابط