رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان

من أكتوبر لمواجهة الإرهاب.. أبناء سيناء يسطرون بدمائهم ملحمة النصر على أرض الفيروز

الرئيس السيسي وعواقل
الرئيس السيسي وعواقل ومشايخ قبائل سيناء

على أرض الفيروز، سطر الأبطال بحروف من نور تاريخ ملاحم وبطولات، كتبوها بدمائهم الطاهرة، وبسواعد أبنائها ورؤية القيادة السياسية شهدت سيناء نهضة كبيرة في السنوات الأخيرة، وضعتها في مكانها المناسب على طريق التنمية باعتبارها ركيزة أساسية من مقومات الدولة المصرية، ليثبت أهل سيناء أنهم على العهد دوما.

بطولات تروى على مدار عقود من الزمان كان أبطالها من أبناء سيناء، هذه الأرض المقدسة التي كانت خير شاهد على ما قدمه أبنائها في سبيل رفعة هذا الوطن وعلو شأنه، فلا أحد ينسى الدور الذي قام به أبنائها قبل وخلال حرب أكتوبر المجيدة من تضحيات.

الشيخ سلام جازي الرباني

من الأبطال الذين قدموا أدوارا لا تنسى خلال حرب أكتوبر المجيدة الشيخ سلام جازي الترباني، والذي ترك تعليمه وهو في عامه الـ17 لينضم إلى صفوف الجيش المصري العظيم سنة 1968 دفاعًا عن أراضينا المحتلة، حيث تلقى تدريبًا على يد أجهزة المخابرات الحربية والاستطلاع على رصد ومراقبة تحركات العدو، وأخذ يعمل على تنفيذ مهامه في مراقبة تحركات العدو وتحديد أماكن مخازن الأسلحة والذخائر والمعدات، وإبلاغ الجيش بها.

وألقي على عاتق الشيخ سلام كغيره من أبناء سيناء مسح عمق الصحراء خلف خطوط العدو بوسط سينا والكونتيلا والعريش، حيث استطاع الشيخ سلام كغيره من أبناء سيناء التستر خلف هويتهم البدوية للتنقل بحرية دون أن يشك بهم العدو، ومن ثم كان يقوم باستقلال لانش من مدينة أبورديس لينقل المعلومات إلى منطقة الأتكة، ومن ثم العودة لاستكمال مهمته الوطنية.

اقرأ أيضا..

سيناء مهد الأنبياء والكنوز والانتصارات.. ما لا تعرفه عن أرض الفيروز

وكانت المهمة الرئيسية للشاب السيناوي وقتها هي مراقبة تحركا العدو في ممر متلا والجدي، حيث يقوم برصد التحركات ونقلها إلى القيادة المصرية، وكذا كان يعمل على رصد تجهيز العدو لمواقع وكتائب وهمية للتمويه عن أماكنه الحقيقية.

إسرائيل تعاقب الشيخ موسى راشد بالسجن 30 عاما

كان الشيخ موسى راشد أحد أبناء قبيلة البياضي ببئر العبد، وواحدًا ممن سطروا أسمائهم بحروف من نور في تاريخ الشرف والوطنية، حيث لعب دورا بطوليا في سيناء، وتسبب في تكبيد العدو خسائر فادحة ما دفعهم في النهاية لتعذيبه والحكم عليه بالسجن 30 عاما.

وعمل الشيخ راشد خلال الفترة ما قبل حرب أكتوبر على عمل نقاط تجميع للقوات المصرية، حيث تقوم بنقلهم بعدها فرق الفدائيين عبر دروب لا يعرفها إلا أبناء سيناء إلى بورسعيد، بالإضافة إلى دوره في رصد تحركات ومعدات العدو، واستطاع رصد موقع للعدو بواحدة من القرى وجرى تدميره على يد الجيش المصري باستخدام الصواريخ.

ظل الشيخ موسى يعمل على ما كلف به وما رآه واجبا وطنيها حتى جرى القبض عليه وتوجيه 12 تهمة له، وقضت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن 30 عاما، وخضع لمدة 7 أشهر للتعذيب حتى يكشف عن أسماء زملائه لكنه أصر على رفضه، وأفرج عنه  بعد الحرب في اتفاقية لتبادل الأسرى، ورغم رحيله عام 2015 إلا أن بطولاته ستظل شاهدة على ما قدمه وأبناء سيناء دفاعا عن أرض الفيروز.

نور بدوي.. بطل معركة الفردان

خدم المجند نور الصادق بدوي ابن مدينة العريش، في الفرقة الثانية بالجيش الثاني مدفعية خلال حرب 1973، وكان أحد أبطال معركة الفردان التي مثلت نقطة مضيئة وفخرا في تاريخ العسكرية المصرية، إذ وقع خلالها قائد اللواء 190 مدرعات عساف ياجوري في قبضة القوات المصرية، ما مثل ضربة موجعة ومذلة للجيش الإسرائيلي وقتها.

اقرأ أيضا..

لدعم التحول الرقمي.. "التنمية الصناعية" يطلق مركز بيانات بديل في برج العرب

وروى البطل نور بدوي، ما حدث يوم أسر عساف ياجوري، قائلا إنه بينما كان يجلس في واحدة من المدرعات، منتظرا التعليمات في الوقت الذي عبرت فيه القوات المصرية كوبري الفردان يوم 6 أكتوبر 1973، وبينما تقدمت فرقة سلاح المهندسين في عمق 5 كيلو متر داخل سيناء لتطهير المنطقة ونصب الكباري، فوجئوا بقوات عساف ياجوري قائد كتيبة النسق الأول من لواء نيتكا، وظهرت أمامهم فرقتين من الدبابات الأمريكية المتطورة، وهنا تراجع المشاه وكذا المدرعات المصرية، في انسحاب تكتيكي.

عساف ياجور
عساف ياجور

هنا ظن عساف ياجوري أنه انتصر واندفع بقوات ما بين  80 إلى 100 دبابة، ووزعها في اتجهات عدة لاختراق مواقع الجيش المصري، الذي تراجع إلى كوبري الفردان، وبينما يتقدم عساف نحو الفخ كانت القوات المصرية تتجهز للإنقضاض، وفي اللحظة المناسبة اكتشف القائد الإسرائيلي إنه في كمين محكم.

حيث أمطرتهم المدفعية الثقيلة بقذائف بلا هواده، وفوجئوا بالنيران من ثلاث جهات في وقت واحد، وجرى تدمير دبابات العدو بشكل سريع باستخدام الأسلحة المضادة، وصعق عساف عندما شاهد 30 دبابة من طليعة فرقته يجري تدميرها بعد نصف ساعة فقط من بدء القتال، وقتها قفز عساف ياجوري وجنوده من الدبابات المشتعلة، وحاول الاختفاء في واحدة من الحفر، ليقوم المشاة بأسرة يوم 8 أكتوبر، وجرى ربطه في دبابة حتى الصباح، حيث اعترف أنه عساف ياجوري، وطلب الحديث مع القائد المصري.

أهالي سيناء يواجهون الإرهاب

لعبت قبائل سيناء دورا بارزا في تعزيز جهود مصر في محاربة الإرهاب، حيث تفاعلت بشكل مباشر مع القوات الأمنية والعسكرية في التصدي للعناصر الإرهابية، وقد تجسد هذا التعاون من خلال مواجهات عسكرية أسهمت في تحقيق النجاح، بالإضافة إلى دورها الكبير في دعم المشروعات التنموية التي شهدتها سيناء.

ونفذت الجماعات الإرهابية في مصر بعد عام 2013 هجمات تهدف إلى نشر الرعب والذعر بين المدنيين، وقد كان لسيناء نصيب كبير من هذه الهجمات، والتي تنوعت بين عمليات الخطف وقطع رؤوس العديد من أبناء ومشايخ القبائل، إلى جانب هجمات الكر والفر. 

الأحداث المتتالية والجرائم التي ارتكبها الإرهابيون في سيناء، دفع هذا الوضع القبائل السيناوية إلى اتخاذ موقف حاسم في مواجهة هذه الجماعات الإرهابية، حيث أعلنت عن عزمها التام الوقوف بجانب قوات مكافحة الإرهاب، والمساهمة في المعركة.

إبراهيم العرجاني.. الوفاء والوطنية والتضحية

لا يمكن أن ينسى أحد الدور الذي لعبه رجل الأعمال السيناوي الشيخ إبراهيم العرجاني، الذي وقف في وجه الإرهاب ودفع الثمن باهظها، إذ فقد ابنه بسبب تعاونه من أجهزة الدولة من أجل تطهير سيناء من الإرهاب الأسود الذي حاول التوغل في دروبها لتهديد الأمن في مصر.

الشيخ إبراهيم العرجاني والشهيد أحمد منسي
الشيخ إبراهيم العرجاني والشهيد أحمد منسي

وشارك العرجاني في العملية سيناء 2018، التي نفذتها أجهزة الدولة المصرية، وخلالها جرى القضاء على ما نسبته 70% من قوى الإرهاب بحسب تقديرات الشيخ العرجاني، التي ضحى خلالها أبناء القبائل بفلذات أكبادهم، في سبيل الوطن.

تم نسخ الرابط