من شاشة السينما إلى إعلان مشويات.. كيف عاد توفيق الدقن للظهور؟

في مشهد غير متوقع، عاد صوت وصورة الفنان الراحل توفيق الدقن ليظهر في إعلان تجاري حديث، لكن ليس بفضل تسجيل قديم، بل عبر تقنية الذكاء الاصطناعي، الإعلان الذي استخدم صورًا معدلة رقميًا للفنان الراحل، أثار غضب أسرته، ما دفع نجله المحامي ماضي توفيق الدقن، إلى اللجوء للقضاء.

وأقام الدقن دعوى قضائية أمام المحكمة الاقتصادية، يتهم فيها إحدى الشركات التجارية باستغلال ملامح والده الراحل في إعلان دعائي لمطعم، دون إذن أو تعاقد مسبق.

الذكاء الاصطناعي في قفص الاتهام

وقال ماضي الدقن، في تصريحات صحفية، إن الإعلان لم يقتصر على استخدام صورة والده فقط، بل تضمن شخصيات لفنانين راحلين آخرين، تمت إعادة إنتاجها رقميًا، وكأنهم يروجون للمنتج بأنفسهم

وأضاف أن ما حدث يمثل تعديًا واضحًا على الحقوق الفكرية والأدبية للفنانين الراحلين، مشيرًا إلى أن القانون المصري يمنع استغلال الصور والأسماء دون إذن مسبق.

جدل قانوني وأخلاقي

أثارت القضية نقاشًا واسعًا حول حقوق الملكية الفكرية في عصر التكنولوجيا الحديثة، فبينما يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا جديدة في الإبداع، يحذر آخرون من مخاطره القانونية والأخلاقية، خصوصًا إذا تم استغلاله دون ضوابط واضحة.

ويؤكد محامون مختصون، أن القانون المصري، خاصة قانون حماية الملكية الفكرية رقم 82 لسنة 2002، يمنح الورثة الحق في منع أي استخدام غير مصرح به لأسماء أو صور ذويهم، سواء في الإعلانات أو الأعمال الفنية.

طلب بوقف الإعلان وتعويض مالي

طالب ماضي الدقن بوقف بث الإعلان فورًا، واتخاذ إجراءات قانونية ضد الشركة المنتجة، مشيرًا  إلى أنه يعتزم المطالبة بتعويض مالي، مؤكدًا أن القضية لا تتعلق فقط بوالده، بل بجميع الفنانين الراحلين الذين قد يصبحون هدفًا لمثل هذه التقنيات مستقبلًا.

إرث فني كبير

يُعد توفيق الدقن واحدًا من أبرز نجوم السينما المصرية، واشتهر بأدواره التي جمعت بين الشر والكوميديا.

وولد النجم الكبير عام 1923، وخاض مسيرة فنية امتدت لعقود، قبل أن يرحل عن عالمنا عام 1988، واليوم، بعد أكثر من 3 عقود على وفاته، يعود اسمه إلى الواجهة، لكن هذه المرة في ساحات المحاكم.