إقالته تسببت في أزمة سياسية بأمريكا.. من هو الجنرال تيموثي هوج؟

في خطوة تسببت في إثارة عاصفة سياسية داخل أروقة واشنطن، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إقالة الجنرال تيموثي هوج من منصبه كمدير لوكالة الأمن القومي الأمريكية، في وقت يشهد فيه الأمن السيبراني الأمريكي تحديات غير مسبوقة.

وسائل إعلام أمريكية بارزة، قالت إن القرار الذي تم تداوله أولاً عبر وسائل إعلام أمريكية بارزة مثل «واشنطن بوست» و«أسوشيتد برس»، خلف حالة من الغضب والذهول في صفوف الحزب الديمقراطي، وفتح الباب أمام تساؤلات حول دوافع القرار وتداعياته على الأمن القومي الأمريكي.
غضب في الحزب الديمقراطي
دفعت الخطوة المفاجئة لترامب قيادات بارزة في الحزب الديمقراطي إلى الخروج ببيانات غاضبة تطالب بتفسير فوري، وصرح السيناتور مارك وارنر، نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، بأن الجنرال هوج «خدم البلاد بشرف وتميّز لأكثر من ثلاثة عقود»، متسائلًا: «كيف يمكن لإقالته أن تجعل الأمريكيين أكثر أمانًا؟».
اقرأ أيضا..
تهديد أمريكي ورد إيراني.. ترامب يحذر وطهران تتوعد بقصف قواعد بريطانية
واستكمل وارنر، أن هذا القرار جاء في توقيت حرج للغاية، حيث تواجه الولايات المتحدة تهديدات متصاعدة في الفضاء السيبراني، بما فيها محاولات اختراق من دول معادية وتدخلات في البنية التحتية الرقمية.

بينما أعرب النائب جيم هايمز، العضو البارز في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، عن انزعاجه من القرار، مشيرًا إلى أن الجنرال هوج كان قائدًا نزيهًا يضع أمن البلاد فوق كل اعتبار.
مضيفا: «لجنة الاستخبارات والشعب الأمريكي بحاجة إلى تفسير واضح، لأن هذه الإقالة تجعلنا أقل أمانًا في مواجهة المخاطر المتنامية».
من هو الجنرال تيموثي هوج؟
القائد الأمريكي المقال، الجنرال تيموثي هوج لم يكن مسؤولًا عاديًا، بل كان يتولى القيادة السيبرانية الأمريكية، وهي الجهة التي تُنسّق عمليات الأمن السيبراني بين وكالة الأمن القومي والبنتاجون.

ولعب الجنرال تيموثي هوج دورًا محوريًا في تطوير استراتيجيات الدفاع الإلكتروني، لا سيما ضد محاولات التجسس والهجمات الرقمية من قبل قوى مثل روسيا والصين وإيران.
فيما استضاف مؤخرًا، مستشار الرئيس الأمريكي ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية إيلون ماسك، في أول زيارة معروفة للأخير إلى وكالة أمنية أمريكية، في محاولة لتعزيز التعاون بين القطاع التكنولوجي والحكومة.
قرارات لم تقف عن الجنرال تيموثي هوج وحده، بل شمل تأيضًا نائبته المدنية ويندي نوبل، ما يشير إلى عملية تطهير واسعة النطاق داخل الجهاز الأمني، قادها ترامب بنفسه، وهو ما أثار مخاوف من أن تكون الإقالات مدفوعة بأسباب سياسية أو شخصية، وليس اعتبارات أمنية أو مهنية.
تحريض اليمين المتطرف لإقالة الجنرال تيموثي هوج
وتأتي هذه الإقالات بعد ساعات من لقاء ترامب بالناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومر، التي عبّرت له عن قلقها من «ولاء بعض المسؤولين»، في إشارة إلى من لا يدعمون أجندته المعروفة بـ«جعل أمريكا عظيمة مجددًا».

وعلى ما يبدو فإن هذا اللقاء كان له تأثير مباشر، حيث صرّح ترامب لاحقًا: «نحن دائمًا نُقصي من لا يستطيعون أداء المهمة، أو أولئك الذين يدينون بالولاء لغير الإدارة».
وبحسب بعض المصادر، فإن الرئيس بدأ باتخاذ قرارات عزل لعدد من مسؤولي مجلس الأمن القومي، بعد أن شجّعته شخصيات من داخل تيار اليمين المتطرف على التخلص ممن وصفوهم بـ«غير الموالين».

تعقيد الوضع بسبب فضيحة «سيجنال جيت»
حركة الإطاحة بقيادات أمنية كبيرة آخرهم الجنرال تيموثي هوج تأتي مع أزمة يعاني منها البيت الأبيض، وتُعرف إعلاميًا بـ«سيجنال جيت»، بعد أن تبيّن أن مستشار الأمن القومي مايك والتز استخدم تطبيق مراسلة مشفر لتداول معلومات بالغة السرية تتعلق بعملية عسكرية في اليمن.
اقرأ أيضا..
تجاهلوا البروتوكول.. الكونجرس يحقق بفضيحة تسريب معلومات عسكرية عبر "سيجنال"
وبرغم الفضيحة التي تعد خرقا أمنيا لم يحدث منذ عقود، لم تسفر التحقيقات عن أي إجراء تأديبي ضد والتز حتى الآن، ما زاد من حدة الانتقادات الموجهة إلى الإدارة الأمريكية، خاصة من جانب الديمقراطيين الذين يرون تناقضًا واضحًا بين تجاهل التسريبات السرية ومعاقبة مسؤولين مشهود لهم بالكفاءة والانضباط.
حيث علق السيناتور وارنر على ذلك قائلًا: «من المدهش أن يُقال رئيس وكالة الأمن القومي، بينما لا يُحاسَب أحد من فريق ترامب على تسريبات أمنية خطيرة. هذا التناقض يثير القلق بشأن المعايير التي تحكم قرارات الإقالة داخل هذه الإدارة».
تهديد الأمن القومي الأمريكي
عملية الإطاحة بالجنرال تيموثي هوج تأتي في لحظة حساسة للغاية، تضع مصداقية إدارة ترامب على المحك، سواء من حيث قدرتها على تأمين البلاد من التهديدات السيبرانية، أو في التزامها بوجود جهاز أمني قوي ومحايد.
ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة جلسات استماع في الكونجرس ومطالب بمثول مسؤولين كبار لتقديم توضيحات.