فرح انتهى بمأساة والسر في «تحية العريس».. القصة الكاملة لقتيل زفاف سوهاج

لم يكن أحد من أهل قرية الحريزات في جنوب سوهاج يتوقع أن ينتهي حفل الزفاف بمأتم، كانت الموسيقى تعلو، والزغاريد تملأ الأرجاء، حتى قررت رصاصة واحدة أن تغير كل شيء.
في السابعة مساءً، ومع تصاعد حماس الحضور داخل الساحة المُقامة أمام بيت العروس، أطلق شاب ثلاثيني أعيرة نارية في الهواء «تحية للعريس»، كما وصفها شهود العيان، لم تمر ثوانٍ حتى عمّت الفوضى، إذ سقط محمد حمدي أبوحامد، 26 عامًا، أرضًا والدم ينزف من صدره.
«كان بيضحك وبيلبس العمة علشان يرقص مع العريس»، يقول أحد أصدقائه بصوت مخنوق، ويضيف: «أول ما طلع صوت الطلقة.. وقع محمد جنبي، كنت فاكِر بيهزر».
محمد، الحاصل على دبلوم زراعي، كان يعمل في أرض والده، لم يتزوج، وكان يعتبر نفسه الأخ الأكبر لأخوته الخمسة، يسعى ليكمل بناء منزل صغير بجوار بيت العائلة.
الحفل لم يكن له، لكنه قرر أن يشارك أصحابه “الفرحة”، فلم يكن يدري أن اسمه سيُكتب في دفتر الغياب الأبدي.
وإلى جانب محمد، أصيب شاب آخر في قدمه، تم نقله إلى المستشفى المركزي بالمنشأة، وحالته مستقرة حتى اللحظة.
«الفرحة اتحولت لصرخات، والناس كلها جريت.. محدش فاهم حاجة، تقول إحدى السيدات- أمام المباحث- التي كانت تجهز طعام العشاء خلف الساحة، وتضيف:«الدم كان سايح في وسط النور والزينة، عمرنا ما شوفنا حاجة كده».
وبحسب بيان رسمي صادر عن مديرية أمن سوهاج، فقد تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا من إدارة النجدة بوجود متوفى ومصاب داخل حفل زفاف بقرية الحريزات، وانتقل فريق من المباحث إلى مكان الواقعة، وتم فرض طوق أمني، ومصادرة السلاح المستخدم.
وأمرت النيابة العامة بندب الطب الشرعي لتشريح جثة المجني عليه، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، كما قررت ضبط وإحضار مطلق النار، الذي فرّ هاربًا عقب الحادث.
في القرية، توقفت الأغاني، وانطفأت الأنوار. لم يُكمل العريس ليلته، وانزوى داخل غرفته يبكي، بحسب أحد جيرانه: «ماحدش عايز يصدق اللي حصل.. دي كانت فرحة العمر».
ولا زال الأهالي في صدمة، يتنقلون بين بيت محمد والمستشفى، بين دعوات بالرحمة وغصة لا تنتهي: «الفرحة ماتت قبل ما تبتدي».